محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

حج الإيرانيين وحججهم

آراء

متى يتوقف النظام الإيراني عن تسييس كل شيء في الدين، وإلى متى يستمر في التلاعب بمشاعر المسلمين وروحانياتهم لخدمة أهدافه الأيديولوجية؟ فابتداءً بنشر ودعم الطائفية والمذهبية وانتهاء باستغلال موسم الحج في كل عام يبدو السلوك الإيراني سلبياً وتخريبياً في المنطقة.

لم ينس أحد بعد ما حصل في حج العام الماضي ووفاة أكثر من 1600 حاج في حادثة منى بسبب التدافع والتحرك غير الصحيح لمجموعة من الحجاج، ولا أحد ينسى أن بعض الحجاج الإيرانيين كانوا طرفاً رئيسياً في ذلك الحادث، كما أنهم الطرف المشاغب دائماً في مواسم الحج، فباستعراض جميع مواسم الحج السابقة يتبين أن كل المسلمين من المشرق والمغرب، ومن آسيا وأفريقيا، مروراً بأوروبا وأميركا يأتون إلى الحج ويعودون دون أن يتسببوا في مشاكل أو فوضى، ما عدا حجاج إيران الذين من الواضح أنهم يأتون إلى الحج من أجل أشياء أخرى في أنفسهم، وبالتالي لا ينتهي موسم الحج إلا، وقد تسببوا في مشكلة صغيرة أو كارثة كبيرة يروح ضحيتها أبرياء من المسلمين ممن أتوا من بلادهم إلى بيت الله الحرام كي يتوبوا ويتطهروا ويعودوا إلى أوطانهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، لكن هذا ما لا يتحقق للجميع، فبسبب فوضى حجاج النظام الإيراني تموت مجموعة من الحجاج، فيرجعون إلى ديارهم جثثاً أو يدفنون، حيث صعدت أرواحهم إلى السماء.

في الأسبوع الماضي وبعد جلسات من المباحثات والمشاورات بين المسؤولين في وزارة الحج والعمرة السعودية للاتفاق على ترتيبات مشاركة الحجاج الإيرانيين في موسم الحج المقبل غادر وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية المملكة بعد أن امتنع عن توقيع محضر ترتيبات شؤون حجاجهم!

يتحجج الإيرانيون بأشياء كثيرة ليبرروا عدم السماح لمواطنيهم بالمشاركة في موسم الحج، ويصرّ الإيرانيون على أن يتجاهلوا أن أمور تنظيم الحج عند الدولة السعودية ويرفضوا الاقتناع بالإجراءات التي يتم تحديدها ضماناً لسير مشاعر الحج بشكل صحيح وتفادياً لتعريض أرواح الحجاج للخطر، لذا فإنهم لا يمكنهم أن يتوصلوا إلى اتفاق.

ما يفعله النظام الإيراني يحرم مئات الحجاج الإيرانيين من أداء هذه الفريضة الدينية الأساسية وفي الوقت نفسه يكشف استمرار هذه النظام في استغلال الدين وشعائره لتحقيق مآربه في إقلاق الحجاج وإرباك موسم الحج.

لقد أصبح السلوك الإيراني واضحاً للجميع وحتى للشعب الإيراني المسلم الذي ملّ من زج السياسة في الدين بداعٍ ومن غير داع، فالناس يريدون أن يعيشوا ويتعبدوا بعيداً عن الصراعات التي لا تخدم إلا فئة صغيرة في نظام الحكم الإيراني، أما الأغلبية الساحقة، فهي متضررة مما يحدث.

موقف النظام الإيراني يتطلب من جديد تدخل منظمة التعاون الإسلامي للضغط على هذا النظام من أجل احترام هذه الشعيرة، وعدم الوقوف أمام شعبه وحرمانه من أداء الفريضة وحماية المسلمين من الأخطار التي تهدد أرواحهم في كل موسم، فالمملكة العربية السعودية تقوم بدورها مع هذا النظام، لكن الأخير لا يستجيب ولا يتجاوب، بل يصر على ما ليس فيه مصلحة هذا الموسم المقدس.

المصدر: الإتحاد