حدد موقفك!

آراء

على فنجان قهوة قبل أيام مع الزميل العزيز علي الظفيري كنا نتندر على أولئك الذين يفترضون في الكاتب أن يكون له موقف قاطع من كل قضية وخبر في محيطه أوخارجه.

من قال إن الكاتب ملزم باتخاذ موقف من أي قضية في محيطه؟، تصلني أسئلة كثيرة من مثل: لماذا لم تقل رأيك في قطار مكة؟، قلت لسائلي: اللهم أكثر من قطاراتنا داخل مدننا وبين مناطقنا.

آخر يسألني: ما موقفك مما يحدث في البحرين؟ وثالث يسأل: لماذا لم تقل رأيك في رحلة علي عبدالله صالح العلاجية لأمريكا؟، يسأل علي الظفيري: هل يظن من يلح عليّ بمثل هذه الأسئلة أنني وزارة خارجية عربية ملزمة بأخذ موقف من كل ما يحدث في المنطقة؟، آخرون يريدون الزج بك في جدالات أنت -في الأصل- تنأى بنفسك من الدخول في شباكها.

أُفضل ألا يكون لي موقف من أي قضية على أن يكون لي رأي مستعجل طرت به في “عجة” التكالب المخيف على تسجيل النقاط وما يتبعها من مزايدات.

بعضنا يستعجل في تسجيل موقف أو رأي تجاه قضية لم يفهمها جيداً أو لم يدرك كل أبعادها، ما ظهر منها وما بطن، ثم تأخذه العزة بالإثم؛ فيكابر مدافعاً عن رأي يدرك في قرارة نفسه أنه خطأ.

وآخرون ينتظرون الى أين تتجه بوصلة المواقف، ثم يركبون الموجة التي تقود لمصلحة أو إرضاء فريق لغايات في نفس يعقوب.

يغيظني انشغال بعض مثقفينا ودعاتنا الكرام بجدالات مصطنعة ومعارك وهمية بين تيارات قليلاً ما كان لها من اسمها نصيب.

كل ذلك على حساب القضايا التنموية الأكثر أهمية. كفانا استخدام المثقف “المحترم” أداة من أدوات اللعبة التي تجاوزتها المرحلة ولم تعد تخدم إلا من يريد إلهاء المجتمع عن تحديات التنمية ومشكلات البلد الحقيقية.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (91) صفحة (36) بتاريخ (04-03-2012)