مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

حريات بقلم مازن العليوي

آراء

ـ 1 ـ
تنادى الناشطون من مختلف الجهات وأوجدوا للحرية أسطولا..
أبحرت سفنهم في “المتوسط” محملة بهم وبآمالهم وبما يخفف قليلا من آلام المحاصرين في وطنهم.. قبل أن تصل السفن إلى حيث تقدم الخير.. هجم الأشرار عليها، فقتلوا من قتلوا.. واقتادوا الباقين إلى السجون، وحجزوا حريتهم..
وعلى الرغم من كل نداءات الأحرار في العالم.. ما زال الأشرار يعيثون فسادا.. وما زال المحاصرون ينتظرون وصول أحرار العالم..
ـ 2 ـ
حسب الشباب أنهم يمارسون حريتهم حين هاجموا قيم وتقاليد مجتمعهم على فضائية غربية. ونسوا أن التغيير قد يصنعه الحوار، فالحوار هو الطريق الأجمل للوصول إلى القواسم المشتركة بين الأجيال..
ـ 3 ـ
يمارسون بأسماء مستعارة في منتديات شتى تملأ مساحات الإنترنت ما يظنون أنه حرية.. يسبّون ويقذفون وينتهكون الأعراض ويدعون بالويل والثبور والفناء على كل من يخالفهم بالرأي.. يطلقون مختلف المفردات التي لم تعد تظهر إلا في معجمهم، فيصبح فلاناً أغيلمة وغيره أشيمط الجزيرة.. وذاك رويبضة.. وما أكثر من يقولون إنه أُلقم حجرا… وكل هذا باسم الحرية.
ـ 4 ـ
حين يمارس المثقف الحقيقي حريته ويكتب رؤيته التي يريد.. يتذكر دائما أن تلك الحرية تقف عند احترام قناعات الآخرين وتقديرهم..
يكتب فيحاور.. يضع الأفكار من أجل اللحمة والتنوير والإصلاح لتصل إلى من يعرشون في فضاءات حريته التي كم رسم بريشتها بورتريهاتهم، وعلقها في معرض الوطن.
ـ 5 ـ
منذ عَشِقَها أضاع حريته وصار أسيرا لديها..
لا يطل الضوء على زنزانته سوى من عينيها..
قضبان الكوّة تتـثنى حين يردد قصائد جنونه..
أما الجدران فصارت كلها نوافذ تسكب خيالاته في مساماتها..
أما السجّان فكان “هي” بعبق حضورها وبالدفء الكامن في خلاياها..
وبرغم حريته المفقودة، لم يودّ لحظة أن يغادر الزنزانة.
ـ 6 ـ
قالوا له ذات يوم عنتري: كُرَّ وأنت حُرّ
كَرّ.. كما لم يكرّ أحدٌ من قبل وفي ذروة القتال ودّ تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرها، ورأى الرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم… فراح الباحث عن حريته يرميهم بثغرة نحر الأدهم ولبانه حتى تسربل بالدم.. وحتى ازورّ الجواد وشكا بعبرةٍ وتحمحم..
من أجل حريته فتك صاحب المعلقة بالآخرين، فكم هو حارقٌ ثمن تلك الحرية..
وكم هو مؤلم ألا ينال المرء حريته إلا بثمن.
ـ 7 ـ
يروى أن “الفاروق” قال يوماً جملة ما زال صداها يتردد في الآفاق: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”.