حزب الله يغتال مصطفى بدر الدين

آراء

عندما يجازف حزب بحجم ذبابة قياساً إلى معايير القوة في العالم بدفع كوادره وقياديه ومرتزقته في أتون حرب لا ناقة له فيها ولا جمل غير الوهم التاريخي، والخيال الأحفوري الذي عفى عليه الزمن، فإنه رسم من الجنون وشيء من المجون، وبعض من الحنث المكنون. فسوريا ليست إسرائيل، والشعب المغلوب على أمره ليس من فلول الصهاينة، ولا من العلوج.

هذا الحزب، ألبس السياسة بالدين، ولحف الدين بالسياسة، وأراد أن يخطف الريادة من الأحزاب الثورية، فاعتنق فكره الطائفي، مستغلاً بذلك الأوضاع العربية الراهنة ومشاعر السذج ليبني عليها عرش أوهامه، وأسقامه، فأول بداية لانطلاقته المشؤومة، أضرم النار في القلب السوري، وساهم بشكل مباشر في حرب التشريد، والتنكيل والقتل والدمار.

ولكن لكل هذا لا بد من فاتورة تدفع، ولا بد من ثمن يقدمه الحزب إزاء جرائمه النكراء، والثمن غالٍ ونفيس، ألا وهو مقتل قياديه الواحد تلو الآخر، ونحن نسأل ماذا بعد كل هذا التهور والتضور، والخوار، والدوار، والسعار، والانصهار في بواتق الشر؟، وماذا سيجيب قادة هذا الحزب لأسئلة الطفل السوري، الذي لم ير فناء المدرسة منذ خمس سنوات، ولم ينم تحت سقف غرفته الذي تركه ليسكن في العراء، والذي لم يزل يذكر لعبته التي أودعها المكان المهجور بعد أن فر بجلده هارباً من بطش الشيطان.

بماذا سيقابل هؤلاء الحزبيون رب العرش، وهم ملطخون بعار قتل النفوس من غير ذنب؟ كل هذه الأسئلة وغيرها، تراود ذهن كل إنسان شريف عدا قادة «حزب الله»، لأنهم عقدوا العزم على المفارقة، وركوب أكوام الوهم الشاهقة، متسلحين بعمامة الخيال الجامح، والفكر الفاضح، والضمير الناضح، راكضين صوب الخراب، والسراب واليباب، منكبين على شعارات الهدم، عاكفين على انزياحات العدم.

ما يحصل في سوريا على أيدي جماعة حزب الله، ما هو إلا عبث «الفايكنج» وعدمية الساموراي، ما يحصل هو الكذبة التي صدقها أصحابها حتى أصبحت جبلاً من جليد، تتزحلق على سطحه، أفكار أشبه بالفتات بعد شتات.

ما يحصل في سوريا، انهزام حقيقي للعقل البشري، وأول المنهزمين هو هذا الحزب الذي صفق كثيراً، ولا بد له أن يكف عن التصفيق، لأن الأكاذيب مهما بلغت من ضخامة، وأحياناً فخامة، تبقى في الجهة الأخرى للعقل عند ناصية الهراء والافتراء والادعاء، لذلك، فإن كل كادر من «حزب الله» يسقط في سوريا هو نتيجة للحسابات الخاطئة.

المصدر: الإتحاد