حوارات ولي العهد.. الأفعال أفضل جواب

آراء

أسئلة كثيرة أثيرت عن المملكة لم تجد من يجب عنها في وقتها، وتنوعت كماً وكيفاً في تحليل الصمت عنها، أو أسباب التردد فيها، وبقيت عالقة لسنوات منحازة للمبادئ أكثر من المصالح، ومعلقة بين يقين نؤمن به وشك يراود الآخرين في إثباته، ومتعلقة بثوابت ومتغيرات لم يتم التمايز بينهما؛ فكان السياق تابعاً في صورة ردة فعل، وخطاب لم يتجدد، ووعي لم يتحصّن بما يكفي.

أسئلة مثل الإرهاب والتطرف حاصرت المجتمع السعودي لعقود من الزمن في الإعلام الغربي، ومثلها الحديث عن المرأة وقضايا الفساد، ورغم كل الإجابات التي عبّرت عنها جميعاً، إلاّ أنها لم تكن كافية، والسبب؛ لأننا كنّا ندافع ولا نبادر.

في عهد الملك سلمان تحولت الإجابات إلى أفعال قبل الأقوال؛ وبدأ يضرب الإرهاب والتطرف بمزيد من الانفتاح الذي يعبّر عن حقيقة المجتمع وطبيعته المعتدلة المتسامحة، وتساقطت الأفكار، وانهارت الأيديولوجيا التي كانت تتغذى عليها، وأصبح الطريق سالكاً أمام المرأة لاستعادة حقوقها ومستوى حضورها، ثم كشف الفساد على العلن، وبدأ من أعلى إلى أسفل في حال غير مسبوقة في التاريخ السعودي.

هذه الأفعال أعادت القوة والهيبة للدولة، ورسمت قانوناً للمساواة والعدالة، وخطوطاً حمراء لم يعد من السهل تجاوزها أو التطاول عليها، فضلاً أن المجتمع كان حاضراً بوعيه، ومشاركاً في التغيير الذي لم يدم طويلاً، ونجحت المهمة بين الدولة والشعب، وبقيت الوحدة الوطنية عنواناً متجدداً لكسب الرهان.

اليوم الأمير محمد بن سلمان في عدة حوارات إعلامية يجيب بثقة عن كل ما يثار عن السعودية الجديدة، ومواقفها، وتوجهاتها، وعلاقاتها، ورؤيتها الطموحة، ويساهم في تغيير الصورة النمطية التقليدية عنها، وزاد عليها وضوحاً وتبسيطاً وتمثيلاً في فهم ما هو كائن، ومنطقاً ووعياً وجراءة في استبيان الحقائق التاريخية وإعادة إنتاجها لما يفترض أن يكون.

ليس سهلاً أن يجيب ولي العهد عن كل الأسئلة التي كانت تحاصر المملكة منذ عقود دينياً واجتماعياً وسياسياً وأمنياً في ساعة حوار؛ لولا الفعل الذي أحدثناه حكومة وشعباً، وجعلنا صداه يتردد خارجياً، وأمنّا به طريقاً للخلاص من التطرف وفلوله، ومن الفساد ورموزه؛ فلم تعد أسئلة مثل قيادة المرأة للسيارة ودخول الملاعب والسينما مطروحة نهائياً، وأسئلة أخرى عن التطرف ومحاربة الفساد مطروحة من دون ذكر الفعل الذي يسبقها: كيف انتصرتم على التطرف ومحاربة الفساد؟

لقد بعث الأمير محمد بن سلمان رسائل عديدة للإعلام الغربي، والشعوب قبل الحكومات من أن السعودية الجديدة تجيب عن كل سؤال يثار في وقته، ولا تترد فيه، أو تتأخر عنه، وتقطع الطريق على أي محاولة اجتهادية للتفسير والتحليل، وحتى التنبؤ.

العالم اليوم يعيد ترميم صورته عن المملكة من أنها دولة مصالح، وانفتاح على الآخر، وبلد استثمار ناجح، ولا مكان فيها «لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال».

المصدر: الرياض