حينما تضيق بك الدنيا

آراء

كانت ليلته قلقا وأرقا. غزته الهموم من كل صوب. تقلب ذات اليمين وذات الشمال وما هزم الألق. كان يرى الجانب الأسوأ من كل شأن مر بفكره. تزاحمت الهموم في رأسه. ولم ير ضوءاً في آخر النفق. نهض من سريره ليتوضأ. صلى ركعتين وكان في أصدق حالات الخشوع. بدأ الضوء يدب في قلبه. ثم استعرض قائمة بأسماء الأصدقاء الذين يأنس لهم حتى وجد أحدهم يرحب بفكرته: فنجان قهوة في الصباح الباكر. ولم يعد من قهوته تلك إلا ومعه أكثر من مفتاح لأبواب الحل والأمل. حينما تظن أن الأبواب كلها مغلقة في وجهك فانهض وأطرق باب ربك. لن تعود خائباً. ابحث دائماً عن الصديق الذي يرى في نجاحك نجاحه. فكم من صديق ساعدك – ولو على فنجان قهوة – كي ترى الأبواب المفتوحة أمامك وما كنت لتراها وأنت غارق في سوداويتك. ما ضاق هماً من رزق بصحبة الأنقياء. ابتعد دائماً عن أولئك الذين يبالغون في وصف الجانب السيئ من مشكلتك. وابتعد أيضاً عن أولئك الذين يبالغون في تبسيط مشاكلك. كن مع أولئك الصادقين في نصيحتهم الواقعيين في اقتراحاتهم. إنك لن تقوى على مواجهة مشكلة إن كنت – بداخلك – مقتنعا أنها لن تحل. لا توجد مشكلة من دون حل. المهم أن تتعرف على أفضل الطرق التي توصلك لبر الأمان. تلك مهمة تتطلب الهدوء والموضوعية في التفكير. خذها مني وقد خبرت كثيراً الإخفاقات والإحباطات ومفاجآت من ظننتهم أصدقاء: كن أولاً صادقاً مع ربك ثم مع نفسك وكن دائماً مع الصديق العارف وستجد أن أبوابا للأمل والحل مشرعة أمامك!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٦٩) صفحة (٣٦) بتاريخ (١١-٠٢-٢٠١٢)