حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

خطط يا مخطط ولا يهمك

آراء

كان من ضمن الأهداف الاستراتيجية لخطة التنمية التاسعة (2010 ــ 2014) أن يكون معدل البطالة المستهدف هو 5.5%، ومع أننا الآن في منتصف 2013، ولم يبق على نهاية الخطة سوى عام ونصف تقريبا، إلا أن معدل البطالة الذي تتداوله وسائل الإعلام ــ استنادا إلى معلومات المرجعيات الرسمية ــ هو 12.1%، أي أعلى من ضعف النسبة المستهدفة في الخطة، فهل يمكن تخفيض معدل البطالة خلال هذا الوقت القصير؟

بالتأكيد، فإن سؤالا كهذا يمكن وصفه بأنه سؤال عبثي ولا يجب أن يطرح لأن إجابته بديهية جدا، وهي: لا وألف لا. لأننا إذا كنا لم نصل إلى نصف المستهدف خلال ثلاثة أرباع مدة الخطة، فمن المستحيل أن تتحقق معجزة خلال الفترة المتبقية، وإذا أردنا أن ننزع رؤوسنا من التراب لو مرة واحدة وننظر إلى ما نفعله بجدية وشفافية وتجرد ونواجه أنفسنا بشجاعة، فلا بد أن نعترف أننا نتخبط في كثير من جوانب خططنا الخمسية، إما في جانب النظرية والأهداف، وإما في جانب التطبيق، والنتيجة تراكم المشاكل واستفحالها وضياع الوقت وإهدار الموارد.

لقد بلغ عدد العاطلين عن العمل بنهاية العام الماضي أكثر من 600 ألف من أبناء وبنات الوطن، هذا إذا لم يكن العدد أكبر مع تحفظ بعض الجهات على الأرقام. وخلال الفترة الماضية بدأت الحملة الكبرى لتصحيح أوضاع العمالة الوافدة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل التي ظننا في البداية أنها ستتيح فرصة لاستيعاب مزيد من شبابنا في سوق العمل، وإذا بنا نبحث عن المخالفين ونجتهد في تذليل العقبات التي تعترضهم ليصبحوا عمالة نظامية إضافية تخنق المواطن الباحث عن العمل، وهذا ــ في حد ذاته ــ إجراء غير مفهوم، إذ كيف نكافئ المخالف للأنظمة والقوانين بتوفير فرصة عمل على حساب بطالة وطنية مرتفعة.

ويوم أمس، فاجأتنا «عكاظ» بخبر من شأنه أن يزيد الطين بلة، فقد أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل حطاب العنزي السماح لأبناء الوافدين النظاميين بالعمل في القطاع الخاص في المملكة، من خلال نقل كفالتهم إلى إحدى منشآت القطاع الخاص شريطة بلوغهم السن القانونية للعمل، مشيرا إلى أنه لا توجد أي قيود على ذلك، وأنهم بانتقالهم إلى القطاع الخاص ستشملهم كل التشريعات التي تخص مجالهم وفقا لأنظمة الوزارة.

وما عليكم سوى أن تعرفوا عدد الوافدين النظاميين وتضعوا رقما تقريبيا لأبنائهم الذين ستسمح لهم الوزارة بالعمل «دون قيود»، ثم أضيفوا هذا العدد إلى من تم توظيفهم بعد تصحيح أوضاعهم لتتضح الحقيقة بأن نسبة البطالة ستستمر في تصاعدها بفضل عبقرية تخطيطنا وتميز تفكيرنا، وإنسانية بعض الجهات التي تفيض عطفا على الأجنبي.

المصدر: عكاظ