خواطر ذاكرة تلك الأيام

آراء

من الذي قام بإطلاق الأسماء على الأيام؟ وهل الأيام كانت قطعاناً سائبة في دائرة الوقت؟ أو أن الأيام كانت آلافاً من الثواني والدقائق التي تأخذ بتلابيب بعضها، دون رغبة من الخروج في السياق أو اعتراضاً على الرتابة والديمومة، لماذا الأيام.. متميزة بأسمائها المعروفة، فلماذا الدقائق والثواني ليس لها مسمى ولا أدنى علامة أو إشارة.

كيف يكون مجد الاسم للأيام والشهور رغم أن الأساس الحقيقي لهذا الزمن المتناثر قائم على الثانية والدقيقة والساعة ؟!

أيمكن أن نقول إن الثواني والدقائق والساعات أشبه مايكون لهؤلاء البسطاء، الدهماء، الجماهير والذين تتحكم بهم الأيام التي تحمل اسماً ممتداً من خلالهم لكنه يحمل المجد له باعتبار أن الثانية تشبه الأخرى والدقيقة تشبه مثيلتها والساعة تشبه الساعة الأخرى أما اليوم فهو الذي كوّن هذا الاسم (عنوة)؟؟؟

قدوم الشتاء

فرحاً كنت حين دخل الشتاء، ثم ما لبثت وانقلب فرحي توجسا لا يدركه سواي، لم أدرك كم مر من سنين، كنت اختار ملابس الشتاء ألوانا صوفية فاتحة اللون، هذه السنة اخترت لونا حالك السواد، في البداية شعرت بأناقة اللون الأسود.

لكن اللون الأسود، أوصل لي رسالة العمر، نعم، تباهيت طويلاً بشعري الرمادي، سنين طويلة وأنا أسمع المديح، ثم ما لبث اللون الرمادي الذي يضج سحراً وتأثيراً أن تحول بقدرة قادر إلى لون أبيض، وكان مصدر غبطة، إذ مازلت أتلقى المديح، لكن الأمر أخذ بالتلاشي، يوماً بعد يوم، ثم لم أعد أسمع ما يبهجني، أدركت كم تساقط من شعري الأبيض، وأحاول إزالته من فوق كتفي، ازداد تساقط شعري، أو عمري، قررت أن أحتال على ذلك، وقررت العودة إلى ارتداء ملابس فاتحة اللون، بل وأكثر من كل ذلك اخترت ثوبا صوفيا أبيض اللون.

المصدر: الرياض