سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

دايسون: لا تحزن

آراء

اليوم وقد قاربت الثمانين، ومرت علي أحلك الظروف وجدتُ أنَ كل مشكلة لها حل، فلا تقلق – عابد خزندار.

جيمس دايسون شاب إنجليزي، خريج كلية الفنون الجميلة، كان في أيام العطل الأسبوعية يخصص وقتاً لتنظيف شقته بواسطة المكنسة الكهربائية التي كان يعاني كثرة عيوبها وضعف قوة الشفط بعد استخدامها بمدة بسيطة. 

دايسون علمته الحياة ألا يستسلم سريعاً، لذلك جد واجتهد لحل هذه المشكلة ولم تفتر همته حتى اخترع طريقة تصلح عيوب المكانس المطروحة للبيع في الأسواق، لكنه للأسف لم يجد من يتبنى اختراعه! هنا راحَ دايسون يفكر خارج الصندوق، بل وخارج الحدود فانطلق إلى اليابان وهناك، في عام 1983، تعاقدَ مع شركة يابانية، وبعدها بثلاث سنوات فقط فاز بجائزة الصناعة الأولى في اليابان، لينتقل بعدها إلى الولايات المتحدة ويستحوذ منتجه على 20% من سوق المكانس الكهربائية فيها.

والغريب في الأمر أنه على الرغم من كل هذا النجاح إلا أن منتج دايسون لم ينَلِ القبول لدى مصانع بلده (بريطانيا)، وهنا كان القرار: «أسسَ مصنعَه الخاص» اليوم تقدر قيمة شركته السوقية ب 3 مليارات من الجنيهات الاسترلينية. 

المدهش في نجاح دايسون أنه جاء بعد فشل. حيث استغرقت محاولاته ست سنوات قبل أن يأتي بمنتجه الثوري هذا، أي بعد 5126 محاولة فاشلة، وكذلك بعد فشل في تسويق منتجه في بلده، وبعد نقص في التمويل، إذ استدان لينشئ مصنعاً و أخيراً نجح وبرز وحصل على لقب «سير» من ملكة البلاد.

الفشل وقود، هو وقود نجاح قادم، لا أحد يدعي النجاح الدائم، ومن يدعيه سيبقى فاشلاً، يقولون إن الفشل سبب للنجاح، ولكن كيف يكون ذلك؟

أولاً: اعترف بأن الأمور خرجت عن السيطرة، ولكن في الوقت نفسه أدرك وتيقن أنك في سباق ماراثون طويل وليس سباق 100 متر، الفرص متاحة بشرط التوقف السريع لانطلاقة جديدة.

ثانياً: عندما تبني فريق عمل متجانس وقوي في وقت الرخاء، تأكد بأن كل عضو من هؤلاء سيكون لك خير معين في وقت الشدة، لذا احرص على اختيار فريق عملك بدقة.

ثالثاً: إذا فشلت خطتك السابقة، مهما كنتَ مؤمناً بها، عليك أن تقتطع وقتاً للراحة والمسارعة في إعادة النظر لرسم خطة جديدة من أجل نتيجة أفضل.

رابعاً: النجاح ليس سهلاً، بل يأتي بعد جهد، وأحياناً كثيرة بعد ألم ومعاناة، لذا؛ كن واقعياً وتوقع فشلاً آخر تتلوه عزيمة قوية لتتجاوزه إلى محطة أخيرة اسمها النجاح.

أخيراً.. الفشل أمرٌ عادي، ومن غير العادي ألا تنجح .

المصدر: الخليج