دبي تتصدر العالم في الأداء الاقتصادي

آراء

دعا مؤخراً موقع «بلو استراتيجي أوشن» الشبكي الأميركي، المدن الأميركية إلى إعادة اكتشاف نفسها والاقتداء بما فعلت دبي، التي نجحت في تطوير طرق ومناهج جديدة في شق طريقها نحو مستقبل أفضل وأكثر تألقاً.

واستعرض الموقع في تقرير حديث تحت عنوان «حافز دبي الجديد نحو المستقبل»، قصة نجاح دبي الاقتصادي، مشيراً إلى أن دبي استطاعت أن ترسخ مكانتها بوصفها مركزاً إقليمياً وعالمياً بارزاً للتجارة والسياحة والتسوق. وأضاف: إن اقتصاد دبي كان الأسرع نمواً في العالم على مدى 33 عاماً متتالياً.

وسلط التقرير الضوء على اتجاه دبي إلى استراتيجية النمو الاقتصادي الجديدة، المعروفة باسم «استراتيجية المحيط الأزرق»، وهي نهج ظهر في عام 2004 على يد الكوري دبليو تشان كيم، والأميركية رينيه موبوريني، وهو يحض الكيانات الاقتصادية، سواءً كانت شركات أم دولاً، على البحث عن أسواق جديدة لم يخض فيها المنافسون، يطلق عليها «المحيطات الزرقاء».

كما يطلق على الأسواق التقليدية الزاخرة بالمنافسين اسم «المحيطات الحمراء»، مضيفاً أن من أهم المحيطات الزرقاء التي خاضت دبي غمار مياهها التقنيات الجديدة، مثل طباعة المباني باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، والواقع المعزز، ومختبرات الطعام المستدام، والمركبات ذاتية القيادة.

وذكر التقرير أن دبي لم تقنع بالتماهي مع الاتجاهات الخارجية وتطبيقها كما هي، بل قررت أن تصنع هي بنفسها اتجاهات جديدة للمستقبل؛ واختتم التقرير بالإشارة إلى أن دبي لا تكتفي بمواجهة التحديات الراهنة، وإنما تعمد، أيضاً، إلى استباق التحديات المستقبلية.

وها هي دبي الآن مجدداً تحتل «المركز الأول عالمياً بين أفضل 10 مدن في العالم من حيث الأداء الاقتصادي» على مؤشر مدن المستقبل للعام الجاري والمقبل، حسب مجلة الاستثمارات العالمية (إف دي أي) التابعة لمؤسسة فاينانشال تايمز العالمية.

وتفوقت دبي بهذا المؤشر في الأداء على بقية المدن العالمية مثل: «لندن وباريس ودبلن وسنغافورة وجنيف وكوبنهاجن وأمستردام وفرانكفورت وشانغهاي»، وجاء تصدر دبي للمؤشر بناءً على حصول بورصة دبي للسلع على أفضل بورصة للعام 12 مرة، وحصول منطقة جبل علي الحرة على لقب أفضل منطقة حرة للعام ثلاث مرات، وحصول واحة دبي للسيليكون على نفس اللقب 5 مرات، وحصول دبي على لقب أفضل مدينة صناعات جوية مستقبلية، وأفضل مدينة اقتصادية رقمية ومدينة مستقبلية عالمية 11 مرة.

وحصلت دبي على المركز الثاني عالمياً من حيث الإمكانات الاقتصادية المتوقعة، والمركز الثالث عالمياً بين مدن المستقبل العالمية الكبرى، بعد كل من سنغافورة وهونغ كونغ، متفوقة على مدن مثل أمستردام وسان فرانسيسكو. كما حلت في المركز الرابع عالمياً من حيث مناخ الأعمال المشجع لرجال الأعمال على إنشاء أعمالهم الخاصة.

لقد عملت وبذلت دبي جهوداً مضنية برؤية قيادتها الرشيدة على تأسيس وتوطيد كل العوامل التي من شأنها أن ترسخ مكانتها إقليمياً وعالمياً، حيث استثمرت في بنيتها التحتية وعززت الكفاءات البشرية، ووضعت رؤيةً طموحة تمكنها من مواكبة تقدمها وتطورها ومنافستها كبرى مدن العالم حداثة وتقدماً حتى ما بعد عام 2020، لتؤكد أنها المدينة الأجمل والأقوى أداءً اقتصادياً في العالم.

لقد استطاعت دبي منذ إطلاق مهرجان دبي للتسوق عام 1996 أن تضع معياراً عالمياً للتميز في تنظيم الفعاليات والمهرجانات، وأن تكون ملتقى جماهيرياً لشعوب العالم أجمع، ولا شك أن الفضل في ذلك يعود إلى الرؤية المستشرفة والمبدعة التي تتميز بها قيادتها الرشيدة الفذة.

حيث أدركت الأهمية الاقتصادية للمهرجانات ولتطوير البنية التحتية اللازمة من أجل ترسيخ مكانة الإمارة كونها مركزاً اقتصادياً وثقافياً دولياً، ما أدى إلى وجود جدول حافل من الفعاليات الحيوية والمتنوعة التي أصبحت جزءاً أساسياً من ثقافة الإمارة وتطورها.

وخاصة الملتقيات والندوات والمؤتمرات الكبرى التي أقيمت على أرضها.. سواء في مجال العلوم والمعرفة أو غيرها، إذ لم يكن التطور الذي صنع في دبي بعقول ورؤى قيادتها الرشيدة ليذهب هباءً، بل جعل منها الوجهة السياحية المفضلة لشعوب العالم.

إن هندسة ونظافة شوارعها، ودفء وجمال شواطئها الساحرة، وحدائقها الغناء، وفنادقها الفخمة، ووسائل النقل الحديثة، ومراكزها التجارية الأكثر حداثة وشهرة عالمية، ومما لا شك فيه أن انتشار «الأمن والأمان» في ربوعها أسهم بشكل فاعل وجلي ومؤثر في جذب السياح والزوار لها من كل أنحاء العالم.

دبي اليوم تختلف عن أي مدينة أخرى في المنطقة، كونها أكثر مدن المنطقة استيعاباً للثقافات في نسيجها الاقتصادي-والاجتماعي-والثقافي- حتى أصبحت مركزاً إبداعياً ومالياً وتقنياً عالمياً، تستقطب المواهب من كل أنحاء العالم، وتضم مقرات إقليمية لكل الشركات العالمية والعلامات التجارية العملاقة في كل القطاعات.

تهانينا القلبية لقيادتنا الرشيدة التي لا ترضى إلا «بالمركز الأول»؛ لحصول مدينة دبي على «المركز الأول» عالمياً بين أفضل 10 مدن في العالم من حيث الأداء الاقتصادي..

المصدر: البيان