سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

دبي هي الرابح الأكبر!

آراء

في جلسة جميلة بالممشى الإعلامي المبتكر، ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة من منتدى الإعلام العربي، دار حوار جانبي غير رسمي، لكنه جميل وممتع وثري بين أطراف عدة، محور الحديث تركز حول أيهما ابتكر وأبدع أكثر، في أفكار تنظيمية جديدة، قمة التواصل الاجتماعي التي أشرف عليها ونظمها وتبنى فكرتها للمرة الأولى على مستوى المنطقة معالي محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، أم منتدى الإعلام العربي الذي تشرف عليه بشكل مباشر ودقيق منى المري مديرة المكتب الإعلامي لدبي؟

هناك من مال مع معالي الوزير، كون قمة التواصل الاجتماعي خلقت جواً عاماً مبتكراً في الجلسات والقاعات، لم تكن معهودة في المنتديات والمؤتمرات بشكل عام، وهناك من أثنى على فكرة ممشى الصحافة التي تظهر للمرة الأولى في منتدى الإعلام العربي، وهي الأولى ربما في جميع المنتديات الشبيهة في هذا المجال، ففيها يتم استعراض تطورات تقنية حديثة، وفيها جلسات وورش عمل منوعة ومبتكرة بتوزيع داخلي جميل، يحمل صفات إبداعية لا يمكن تجاوزها.

وبين القمة والمنتدى، ومن رشّح هذي أو ذاك، وبين من وقف مع القرقاوي أو مع منى المري، اتضحت حقيقة جلية لا يمكن تجاهلها، هي أنه سواء تفوقت القمة على المنتدى في الابتكار والإبداع والتنظيم، أم كان العكس صحيحاً، فإن هناك قاسماً مشتركاً يجعل الكاسب والرابح الأكبر هو مدينة دبي التي حققت ثورة محمودة، ونقلة نوعية واضحة في تنظيم المؤتمرات بأساليب حديثة مبتكرة ومتفردة، لا يشبهها في ذلك أحد، ولا تقتفي أثر أحد، بل إنها أصبحت تنافس نفسها، وتنجح في كل منافسة بين أطرافها، ومهما اختلفت مسميات ومحتويات وأهداف وأشكال المنتديات والمؤتمرات التي تنظم هنا في دبي، فالنتيجة واحدة هي التميز والابتكار والنجاح بشكل منقطع النظير!

منتدى الإعلام العربي يحقق سنوياً نجاحات مبهرة، ليس فقط على مستوى أعداد الحضور، ونوعياتهم، بل حتى في الإبداع والابتكار والدخول إلى مناطق وأفكار غير مأهولة لم تتبادر إلى ذهن أحد، إضافة إلى مواكبته كل جديد، وبشكل سريع وفوري لافت، وفي كل عام هناك تمازج ملحوظ بين المحتوى والجو العام للمنتدى، ونوعيات المحاضرين والمتحدثين، وعناوين الجلسات، والأفكار المطروحة للنقاش، لا شيء غير مهم، ولا شيء مملاً، وكل شيء قابل للتحليل والتفكير والاستمتاع.

لا خوف على الإعلام، ولا خوف على الصحافة، وفي كل يوم، ومع كل مؤتمر، يدرك الجميع أن المهنية والصدقية الموجودة في وسائل الإعلام ذات التقاليد والعراقة والمهنية، هي المحك، وهي الأهم، وهي المجال الذي لا يستطيع أبداً التواصل الاجتماعي أن يُنافس فيه، وسواء كانت الصحافة ورقية أم إلكترونية، أو على الأجهزة الذكية، ستبقى الصحافة مهنة خالدة ضرورية يحتاج إليها الجميع، ووجود وسائل التواصل الاجتماعي ما هو إلا أداة جديدة من أدوات انتشار وتطور الإعلام، المهم أن يواكب الإعلام كل التطورات التقنية المقبلة، ولا يترك شيئاً للصدفة، ووجود منتدى الإعلام العربي بشكله المتطور هو خير مساعد على استمرار الصحافة في تطورها وانتشارها عبر الوسائل كافة التقليدية والحديثة.. وحتى المستقبلية.

المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-05-13-1.783425