(رأي): خير ما فعلتم!

آراء

تأسيس الجمعية السعودية لكتاب الرأي (رأي) خبر مفرح في ظل أجواء الأخبار المحبطة في محيطنا هذه الأيام.
شكراً لأصحاب المبادرة الخلاقة و شكراً لوزارة الثقافة و الإعلام على موافقتها على تأسيس هذه الجمعية. من الخطأ، في رأيي، أن نظن أن (رأي) جاءت كمنافس لهيئة الصحفيين السعوديين. و بغض النظر عن أي مأخذ على الأخيرة فإنها تبقى معنية بالعاملين المتفرغين في الصحافة. كاتب الرأي ليس بالضرورة أن يكون صحفياً متفرغاً. بل لعل الغالبية العظمى من كتاب الرأي في صحافتنا هم من خارج الوسط الصحفي من معلمين وأكاديمين و رجال أعمال.

لم تعد الصحافة صحافة خبر فقط. أحياناً يطلق على صحافتنا «صحافة رأي» لأهمية صفحات و زوايا الرأي و لظهور بدائل جديدة و سريعة للحصول على الخبر و التحليل الإخباري. صحافتنا تعيش اليوم مرحلة جديدة أصبح (الرأي) فيها عمود النجاح و التفوق. كتاب الرأي في الصحافة هم من أبرز صناع الرأي العام في المجتمع. و على مر العقدين الماضيين، لعب كتاب الرأي دوراً مهماً في تشكيل مشهد الجدالات السعودية. و أياً يكن الموقف من كاتب الرأي في صحافتنا فإن من حقه أن ينتمي لجمعية أهلية تصبح مظلة لزملاء الكتابة و ربما حامية لحقوق أصحاب الرأي في التعبير عن هموم المجتمع و قضاياه. كاتب الرأي في مجتمعنا يتعرض أحياناً لضغوط قد تصل للتهديد.

و مصادر الضغوط كثيرة فيها الرسمي و فيها الاجتماعي. فالكاتب الذي يُمنع من مواصلة الكتابة في صحيفته منعاً تعسفياً، ألا يستحق من يدافع عنه؟ و كاتب الرأي الذي يتعرض لمضايقات بسبب رأيه، ألا يستحق جمعية تدافع عن حقه في التعبير؟ جانب آخر من جوانب الأنشطة المأمولة لهذه الجمعية سيكون الفعاليات المختلفة التي سننتظرها من هذه الجمعية الوليدة. فمؤتمر سنوي أو ورش عمل في الكتابة وشجونها قد تكون إضافات مهمة للحراك الثقافي و الإعلامي في المنطقة كلها.

آمالنا كبيرة في (رأي)!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٧١) صفحة (٣٥) بتاريخ (٢٣-٠٥-٢٠١٢)