زايد.. الوطن والهوية

آراء

تحدثنا في المقال السابق عن الهوية الفريدة التي منحها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لشعب الإمارات، فإضافة إلى هوية اللغة والدين والوطن، أصبحت عبارة «عيال زايد» هوية لكل إماراتي، حتى بات، طيب الله ثراه، «هوية وطن» في حد ذاته. وقد ختمنا مقالنا السابق بتساؤل موجه للقارئ الكريم، وهو: هل من تصورات ومقترحات لتعزيز ما منحه، طيب الله ثراه، من هوية فريدة لشعبه؟

نسير مع القارئ من جديد لعرض بعض التصورات والمقترحات من خلال هذه الرحلة. يزور عدد من الأهالي أبناءهم الذين تشرفوا بدخول الخدمة الوطنية، وإذا بعبارة «عيال زايد» وقد زينت زيهم العسكري مباشرة فوق أسمائهم. تنهمر الدمعة من أحد الأهالي، مستذكراً ما قاله زايد: «هذا الوطن يتطلب جندياً قوي العزيمة».

بدأ العام الدراسي 2018/2017، عاد الطلبة في يومهم الأول بكتبهم الدراسية. يُقلب أحد الآباء كتب ابنه وإذا بكتاب «زايد هُوية وطن». يستفسر من أحد المدرسين عن ماهية هذا الكتاب. يُجيب المدرس: «خُصص لجمع المقولات الخالدة لزايد في جميع الأنشطة والمجالات. فحين نتحدث مثلاً عن مجال التعليم أو المرأة في كتاب التربية الوطنية، نرفق ملاحظة في نهاية كل موضوع عبارة أنظر كتاب (زايد هُوية وطن)، ليلاحظ فيه الطالب مساهمة زايد ودوره في هذا المجال، ويدرك مدى أهمية الدور الذي قام به زايد، لنا ولأجيالنا القادمة».

تنطلق أسرة إماراتية في سياحة داخلية من أبوظبي باتجاه إمارة رأس الخيمة، على طول الطريق تنتشر لوحات زُينت بصور الشيخ زايد ومقولاته الخالدة. يتناوب الأب والأم على قراءة العبارات الخالدة للشيخ زايد ويتركان العبارة الأخيرة لأبنائهم ليرددوها بصوت واحد: «زايد هُوية وطن».

إنه ديسمبر 2019. يصطحب أحد المواطنين صديقه الزائر، بناءً على طلبه، إلى مسجد الشيخ زايد، وهو يستذكر عبارته في عام 2013 حين قال إنه استمتع بهذه الزيارة لكنه لا يعلم الكثير عن القائد الذي سُمي هذا المسجد باسمه. يدعو المواطن صديقه قبل الذهاب إلى باحة المسجد أن يدخل معه متحف «زايد هُوية وطن» الذي شُيد في الباحة الشمالية لمسجد الشيخ زايد، وتم افتتاحه مع احتفالات الدولة باليوم الوطني.

يدخل الزائر وإذا بالمتحف مكتظ بالزائرين، سواء من المواطنين أو الوافدين الذين يصطحبهم عدد من الشباب الإماراتيين (ذكور وإناث) في جولة في المتحف المخصص لتاريخ الشيخ زايد ودوره في بناء هذا الوطن ومساهماته، سواء العربية أو الإسلامية أو الدولية. يخرج الزائرون وإذا بهم قد كونوا معرفة تامة عنه، طيب الله ثراه، قبل أن يقوموا بزيارة باحة المسجد. يدور حديث بين عدد من الزائرين الأجانب مجمله أنهم لم يكونوا على علم بأن هذا المسجد يحمل اسم من قام بتشييد العديد من المساجد والمساكن والمستشفيات في بلادهم.

يسأل الزائر صديقه، كم متحفاً للشيخ زايد؟ يقول المواطن: في قلب كل إماراتي متحف لزايد، فهل يمكن لنا نحن الإماراتيين أن نكتفي بتشييد متحف أو حتى عشرة متاحف لمن أضفى علينا هُوية خاصة؟ إنه «زايد هُوية وطن».

هل هناك حدث في عام 2018؟ يتساءل القارئ. نعم إنه اليوم الوطني الـ46 لدولة الإمارات وشعاره «زايد هوية وطن».

إنه عام 2034، الذكرى الثلاثين لرحيل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ولا يزال أبناء الشعب الإماراتي على عهده باقين، وفي تلاحمهم ماضون، يعزز ذلك التلاحم الهوية الجامعة.

عام زايد عام يجسد فيه المواطن الإماراتي حبه لزايد، طيب الله ثراه. تجسيد متأصل في كل إماراتي، ويأتي «زايد هوية وطن» ليظل القائد المؤسس، جزءاً أصيلاً من الوجدان الإماراتي إلى أبد الدهر.

المصدر: الاتحاد