سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

سارة بنت صديقي محمد

آراء

من أعز الناس وأقربهم إلى قلبي اليوم صديقي المهندس محمد محمود الهرمودي، ولعله من الغريب والملفت في علاقتنا أننا كنا في مدرسة واحدة (مدرسة الشهباء الإعدادية)، ولكن العلاقة كانت مقتصرة على معرفة الاسم والشكل والهيئة، وشاء الله لهذه العلاقة أن تتوثق وتزداد متانة بعد التخرج في الجامعة.

أكرم الله صديقي محمد بثلاثة أبناء: سارة، وخالد، وآخر العنقود (سعيد) ربي يحفظ ويبارك وإنه لشعور جميل أن تجد صديقاً لك يسمي ابنه باسمك «شكراً باشمهندس» بعد سنوات من ولادة الابن الثاني (خالد) لاحظ الوالدان تأخراً في نطقه، وبعد الفحوصات تبيَّن أن المشكلة في الأذن وكان العلاج يتطلب عملية تعيد حاسة السمع إلى مستواها الطبيعي، وأبشركم بأن خالد يتحسن يوماً بعد يوم ولله الحمد ولكنّ الغريب في الأمر أن «سارة» البنت الكبرى كانت تعاني من المشكلة نفسها، ولكنْ لم يكتشفوا ذلك إلا بعد البدء في علاج خالد ومعرفة الأعراض المشابهة التي وجدوها لدى سارة أيضاً، ولهذا كان لا بدّ من عملية في الأذن لأن مستوى سمعها يقل عن المستوى الطبيعي 50%. الشاهد هنا بعد إجراء عملية سارة وفي مرحلة التعافي، كانت أحياناً ومع اعتدال الجو تجلس مع والديها في حديقة المنزل، والكلام لصديقي محمد يقول: عندما بدأت سارة تسمع الأصوات بالمستوى الطبيعي (أصوات الناس أو الطير أو السيارات.. إلخ) في الخارج، كانت تضع يديها على أذنيها، وتقول «بابا .. الدنيا إزعاج!! وهنا الدرس..!

هذا الدرس يرشدنا إلى أن نغطي أذاننا بأيدينا مع كل صوت سلبي يستهدف عرقلة مسيرتنا وتعكير صفو حياتنا، وذلك دون اللجوء إلى المبالغة، إذ ليس كل كلام سلبي يوجه لنا هدفه تدميري ومعرقل، فأحياناً نجد هذا الصوت ناقداً ومطوراً وبنّّاء حينما نجرده من ظنون النوايا السيئة، ويكون حقاً علينا سماعه.

كاثرين برات وضعت 10 نقاط في مقال لها عنونته «كيف نتعامل مع الناس السلبيين»، بالطبع لن أستطيع سردها هنا كاملة، لكنني سأتناول ما جذبني أو شدني في مقالها [لمن أراد قراءة مقال كاثرين الرجاء مراسلتي، وهي باللغة الإنجليزية]. كاثرين في مقالها ذكرت قصتها مع مديرتها التي لم يكن لها هدف في حياتها إلا أن تظهرها غبية ولا تفهم في عملها شيئاً. تقول كاثرين: لتجاوز هذا المطب ألصقت على حاسوبي ورقة صغيرة كتبت عليها كلمة «Oiyli» وهي اختصار للعبارة «Only it you let it» ومعناها: لن تجرحني إلا إذا سمحت أنا لها بذلك.. ولن أسمح! وكأنها كانت تريد أن توصل رسالة للجميع، مفادها: «نحن الذين نتحكم بالسلبيين من حولنا وليسوا هم».

ولهذا فإن «كاثرين» انطلاقاً من نزعتها الإنسانية، ومعرفتها بالطبائع والنفوس البشرية، تقدم تجربتها وتنصح بأن تحدد أولاً الناس السلبيين بقربك؟ ومن ثم تحدد طريقة التعامل معهم، لتنقذ نفسك وتنجو بطوق نجاة إيجابي في محيط سلبي مالح.

المصدر: صحيفة الرؤية