ساندي وإعلام الكوارث!

آراء

التطورات المهولة في حقل الإعلام الجديد، وما أنتجته تقنيات الاتصال الحديثة من وسائل حديثة في التواصل، لابد أن تغير مفاهيم كثيرة ذات علاقة بإعلام الطوارئ. كيف نتعامل إعلامياً مع الكوارث الطبيعية وغيرها في وقت بات فيه سهلاً تزوير الصورة أو صناعتها؟

إعصار ساندي أبرز خطر التلاعب بالصور التي تنشر كما لو كانت صورة حقيقية ساهمت في نشر الرعب بين سكان نيويورك و ضواحيها. ثم تبين لاحقاً أن هواة أجادوا تلفيق الصورة، عبر برامج سهلة مثل الفوتوشوب، مما يثير أسئلة مهمة حول أخلاقيات التعامل مع التقنيات الحديثة والقوانين المفترض أن تعاقب كل من يسهم في إثارة الرعب والفوضى بين الناس.

عربياً، لا تزال الصورة محور جدال في الصراع المرعب الدائر حالياً في سوريا. دبلجة الصوت وتلفيق الصورة صارت من أدوات الحرب الطاحنة بين المتصارعين سياسياً وفي ميادين القتال. وفي المجتمعات التي تنتشر فيها سريعاً الإشاعات وأخبار الفضائح، بات مهماً البدء في مشروع تثقيفي يحذر الناس من تصديق المتداول على الإنترنت حتى لو كان بالصوت والصورة!

اليوم يستطيع أي فرد، في قرية أو مدينة، أن يؤلف قصة مبهرة في حبكتها وإخراجها، ثم ينشرها لتصبح، خلال ساعات، كما لو كانت «حقيقة» لا تقبل الشك! في هذا الزمن، بالإمكان تقويلك ما لم تقل، وإقناع الناس -وبعظمة لسانك- بأنك قد فعلت ما لم تفعله أصلاً وقابلت من لم تقابله قطعاً ويستطيع البعض أن يقيم عليك الحجة بصوتك و صورتك المزورة!

إعصار ساندي سيفتح باباً واسعاً أمام كليات الإعلام و مراكز الأبحاث المتخصصة في دراسات الإعلام الجديد لقراءة وتحليل الصورة الجديدة «المزورة»، خصوصاً أوقات الكوارث، وما يمكن أن تقود إليه من مخاوف أو كوارث! وعلينا أن نتعلم من دروس الآخرين وتجاربهم!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٣٣) صفحة (٢٤) بتاريخ (٠١-١١-٢٠١٢)