خالد السويدي
خالد السويدي
كاتب إماراتي

ست الحبايب

آراء

الأم، ما أروع الأم، حاضرة في كل زمان ومكان، هي زوجة الرجال وأم الرجال وأخت الرجال ومربية الأجيال، هي التي يقوم عليها أساس كل بيت، هي التي إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، هي كتلة مشاعر وطاقة من الحنان الذي لا ينتهي.

عندما يتعلق الأمر بكِ لا أعرف كيف أعبّر، بل أنا في أحوال كثيرة فاشلٌ في التعبير، تتوقف الكلمات في صدري، وأقف عاجزاً عن الحديث مثل الأبكم حتى في أكثر اللحظات فرحاً وأكثرها حزناً.

أدين لكِ بالكثير، فقد تعلمت منك ومازلت أتعلم، لا أكفّ عن ذكر الأشياء التي تعلمتها منكِ، تنصحينني دائماً بالصمت، تنبّهينني عند الخطأ، تتحدثين عن الأخلاق وحسن التعامل، لم أسمعك يوماً تتحدثين بالسوء عن أحدهم وتكتفين بعبارة: الله يستر عليهم، تكتفين بالصمت في مواقف كثيرة، ليس من باب السلبية، بل لتوجهين لي رسالة معينة عند الخطأ، أشعر حينها بالخجل وأتوارى بعيداً أشعر بذنبي وخطئي الذي اقترفته.

أفتخر بكِ رغم بساطتك في كل شيء، افتخر أنكِ تمكنتِ من إكمال دراستك بعد سنوات من الزواج، ولم تكتفِ بذلك بل عملتِ لسنوات طويلة في تخريج أجيال المستقبل، كنت فيها ربة بيت رائعة ومعلمة عظيمة يشهد لها الجميع.

بعد أيام ستحلّ علينا مناسبة عيد الأم، هذا اليوم الذي يتم التذكير فيه بالأمهات في كل أنحاء العالم، نحتفل بعيد الأم مع أنه يفترض بنا أن نحتفل بها في كل ساعة وفي كل يوم، نحتفل ونحن نتمنى أن يمدّ الله في أعمار أمهاتنا، فمن يفقد أمه كمن فقد نصف الدنيا.

ما أعظم الأم وما أجمل ذلك الشعور الذي يكنّه الابن لأمه، حينما يعبّر عن امتنانه لها، وهنا استشهد بقول الكاتب إسلام شمس الدين: «حينما أنحني لأقبّل يديكِ، وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك، وأستجدي نظرات الرضا من عينيكِ، حينها فقط أشعر باكتمال رجولتي».

والدتي، أنتِ الحياة وأنتِ كل مودتي، أنتِ الحبيبة ولا غيرك إنسان، لا أنشد في الدنيا إلا رضاكِ، به تكتمل سعادتي وحياتي.

حفظ الله أمي وأمهاتكم من كل مكروه.

المصدر: الإمارات اليوم

http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-03-17-1.766111