خالد السليمان
خالد السليمان
كاتب سعودي

سقطت الرافعة ونهضت الضباع!

آراء

في كل مرة جلست فيها في صحن الحرم أتأمل الكعبة بوجداني وأتطلع إلى السماء بدعائي، كنت أشعر بأنني في البقعة الأكثر أمانا وطمأنينة وروحانية على وجه الأرض، لذلك كان وقع حادثة سقوط رافعة أعمال البناء في الحرم الذي أودى بحياة أكثر من مائة من ضيوف الرحمن قاسيا على النفوس!

ورغم أن حوادث سقوط الرافعات العملاقة ليست جديدة ومنها ما وقع مؤخرا في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن لمنطقة الحرم خصوصية ازدحام بشري على مدار الساعة، وبالتالي فإن إجراء تحقيق في أسباب الحادثة من شأنه أن يجنب تكرارها ويعزز إجراءات السلامة!

ردود الفعل على الحادثة حول العالم كانت مشبعة بالعواطف الحزينة، فطبيعة الإنسان السوي أن يستشعر آلام الآخرين ويحزن لمصائبهم، لكن المرضى بالأحقاد والكراهية يفرحون لمثل هذه الآلام ويتاجرون بمثل هذه المصائب، وبالتالي لم يكن غريبا أن يتلقف بعض الأعداء هذه الحادثة بالفرح لتوجيه سهامهم المسمومة بمشاعر الكراهية نحو المملكة وشعبها!

وهنا لا يفوتني التنبيه من المعرفات الوهمية في المواقع الإخبارية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والأسماء التي تستعير كنيات وألقابا أسرية وقبلية ومناطقية سعودية لتزرع التعليقات الخبيثة بهدف إشعال نيران الفتنة، فهؤلاء يقتاتون على مثل هذه الأحداث المؤلمة ويستغلون المشاعر المضطربة لجرها إلى أتون الفتنة!

المصدر: صحيفة عكاظ