إيمان عبيد السوم
إيمان عبيد السوم
كاتبة إماراتية

سيوف تحصد أرواح

آراء

في كل صباح نسمع أو نقرأ عن مشاجرة  شباب بالسيوف والسكاكين انتهت بإزهاق روح شاب في مقتبل العمر، أو خطت على جسمه عاهة مستديمة، ونقشت في نفسه ذكريات بشعة أليمة !

سيل من الدماء الشابة التي تراق! وقلوب أمهات وآباء تعتصر حزنا وكمدا على أبناءها  الذين لم يذنبوا، ليستحقوا القتل أو الإيذاء،

والغريب فالموضوع انه في أحدث مشاجرة بين عدد من الشباب تبين أن عددا من الجناة  تتراوح أعمارهم بين 32 عاما إلى 37 عاما، وهذا باعتقادي السن المناسب للعقلانية والرشاد فقد بلغوا مبلغا يتطلب  التفكير بجدية في المستقبل، فكم من السنوات يحتاج مثل هؤلاء للابتعاد عن الطيش والتهور؟  وهل لازالوا متأثرين بمشاهد القتل والعنف فالأفلام الهندية، والأجنبية؟! وهل يعتقدون أننا نعيش في شيكاغو؟! للأسف هذه النوعية من الشباب أفسدوا مجتمعنا الآمن،  وتبنوا ثقافات وظواهر غربية لا تمت بصلة لديننا الحنيف المتسامح، ولا لعاداتنا العربية الأصيلة، لم نكن نسمع أو نشاهد مثل هذا الكم من العنف في المشاجرات، فلم تتعد المشاجرات استخدام العصي والهراوات! فكيف لنا أن نرتاح، ونضع رؤوسنا على المخدة لنغط في نوم عميق مع وجود هذه الفئات الضالة للطريق القويم؟!  وكيف نأمن ترك فلذات أكبادنا  تمارس حياتها اليومية  في المدارس والأحياء والمنازل؟!  هذا التيار الجارف أصبح يداهم الأبناء في عقر دارهم، بلا هوادة ولا خوف من عقاب أو أجهزة أمن!

أعرف شخصيا عائلات تعرض ابناؤها لتهديد مباشر بالسلاح الأبيض، وهالني ما سمعت من افواههم، وهو مالم تسمع به صحافتنا، فهناك العديد من وقائع التهديد بالسلاح والتي تقع في أماكن مختلفة، فلولا لطف الله بهذه العائلة، لما كتب لإبنها النجاة من الحادثة، وبعد أن خرج ابنهم الذي يبلغ السادسة عشر من عمره من المستشفى بعد علاج اصاباته البسيطة نسبيا، استودعوا ابنهم لدى اقربائهم خوفا عليه من التهديد مرة اخرى، ومنعوه من الخروج من المنزل، وإن خرج للضرورة مثل الدراسة كان يخرج بصحبة والده أو احد أعمامه ويعود معه! هذا بالإضافة إلى الحالة النفسية التي أصابت أطفالهم الأبرياء وقت وقوع التهديد، وكأنهم كانوا يشاهدون فيلم رعب أجنبي، ولازالوا يهلوسون بما شاهدوا!

والسؤال هنا كيف يمكن لهؤلاء الحصول على الأسلحة البيضاء بكل سهولة ؟ وكيف يتمكنون من الهرب من موقع الجريمة؟ وحتى بعد القبض عليهم، لماذا يحكم عليهم بعقوبات مخففة تبلغ أقصاها سنة ليعاودوا حياتهم مجددا، مهددين حياة الآخرين؟ من الواجب تطبيق عقوبات صارمة على مثل هذه النوعيات من البشر ممن يفكرون بتهديد أمن وسلامة اي إنسان يعيش على هذه الأرض الآمنة الطيبة ليكون عبرة لغيره، ورادعا لكل من تسول له نفسه مجرد التفكير في التهديد.

إلى متى نقف مكتوفي الأيدي، نبكي أبناءنا، وننوح مصائرنا؟ 

خالص لـ “الهتلان بوست”