سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

شتان بين رسالة البناء ورسالة الهدم!

آراء

في الوقت الذي يواصل فيه الإرهابيون رسالتهم في نشر الرعب والدمار والعنف والقتل، تواصل دولة الإمارات رسالتها العالمية في نشر السلام والمحبة والبناء والتعمير لخدمة الإنسانية، رسالتان ظهرتا في وقت واحد، الأحد الماضي، في العاصمة الأفغانية كابول، ليرى العالم بعينه الفرق بين السلام والدمار، وبين الخير والشر، وبين المحبة والحقد، وبين ما تصنعه إمارات الخير، وما يصنعه أعداء الحياة والإنسانية!

بالتزامن مع الهجوم الإرهابي، الذي استهدف قلب العاصمة الأفغانية كابول، مخلّفاً عشرات الضحايا من القتلى والمصابين، كان مسؤولو صندوق أبوظبي للتنمية موجودين في العاصمة ذاتها، بصحبة الرئيس الأفغاني، أشرف غني، لتدشين مشروع مدينة الشيخ خليفة بن زايد السكنية، في منطقة القصبة، المقامة بمنحة من حكومة أبوظبي، وبقيمة 708 ملايين درهم، ويديرها صندوق أبوظبي للتنمية!

الإمارات تحمل رسالة عالمية، ولن تتخلى عنها يوماً، رسالة عنوانها مساندة المحتاج، والوقوف إلى جانب الإنسان في كل مكان، والإرهاب لن يثني رجال الإمارات عن القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم، فالحب الذي يضمرونه للعالم قوة، والإرهاب ضعف، وأفعال الإمارات نهج وسياسة ودستور متأصل في شخصية قادة وشعب هذه الدولة منذ تأسيسها، وستظل تسير على هذا النهج بعزم وإصرار.

رجال صندوق أبوظبي للتنمية والقائم بأعمال سفارة الإمارات في كابول، ورغم الانفجار، والخطورة التي تنتشر في هذه المدينة، دشنوا هذه المدينة الجديدة، وهم يشعرون بفرح وفخر، غير آبهين بضربات الإرهاب، وغوغائية الإرهابيين، بل أكدوا أن تحديات الإرهاب ودعاوى التخريب لن تثني دولة الإمارات عن مواصلة نهج العطاء الذي غرسه الوالد المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

وبكل وضوح قالها مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، محمد سيف السويدي «تعلّمنا من قادة دولتنا العمل تحت أي ظروف، والإرهاب لن يوقف الإمارات عن مواصلة العطاء والخير، حتى لو كلفنا ذلك أرواحنا، فهذه ضريبة العمل الإنساني، الذي باتت دولتنا أحد رواده في العالم». وهذه هي صفات عيال زايد، فهم أصحاب رسالة، وهم مضرب أمثال في تقديم يد العون والمساعدة لكل من يحتاجها.

التفجير الإرهابي الذي شهدته العاصمة الأفغانية هدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وأزهق أرواح عشرات الأبرياء، في حين أن المدينة السكنية التي أقامتها الإمارات هي واحة أمن واستقرار لآلاف الأسر، وآلاف الأطفال والنساء وكبار السن، فالمدينة تضم 3330 وحدة سكنية، إضافة إلى أعمال البنية التحتية من شبكات طرق ومياه وكهرباء، وغيرها من الخدمات المساندة الأخرى. وتُعد المدينة أكبر مشروع إسكاني يقام في أفغانستان، حيث تم تزويدها بمحطات كهرباء تولد 22 ميغاواط، لتوفير الطاقة الكهربائية للوحدات السكنية بشكل دائم، وعرفاناً من الحكومة الأفغانية لدولة الإمارات بهذا العمل الإنساني الضخم، أطلقت الحكومة الأفغانية اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على هذه المدينة، ولاشك في أن هذا الاسم هو المرادف الحقيقي لمعنى الإنسانية والحب والسلام، فهو خليفة زايد في الخير، ونشر الاستقرار والسلام في كل بقاع العالم.

المصدر: الإمارات اليوم