سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

شتّان بين الإمارات وغيرها!

آراء

هكذا هي الإمارات دوماً، مصدر إشعاع حضاري للعالم بأسره، لم تكن يوماً مُغلقة على نفسها، ولم تحتكر يوماً المعرفة، فجميع ما وصلت إليه من تطوّر هو متاح لكل من يريد الاستفادة منه، وجميع ما تحصل عليه من علم وتقنية هو ملك عام لجميع الدول الصديقة والشقيقة، وهذا ما يبدو واضحاً في كل عام مع استضافة الإمارات للقمة العالمية للحكومات، التي وُلدت كبيرة بأهدافها وموضوعاتها ونقاشاتها، واستمرت تكبر كل عام بشكل يخدم البشرية والمجتمعات، ويبحث عن عالم أفضل، وحياة أسعد لسبعة مليارات نسمة من البشر.

القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة هذا العام، سيحضرها 140 دولة، و30 منظمة دولية، وسيشهدها أكثر من 4000 مشارك، منهم 600 متحدث من رؤساء دول ومفكرين سياسيين، سيقدمون أوراق عمل، وسيتناقشون في 16 منتدى على هامش القمة، وسيقدّمون 20 تقريراً، وستشهد القمة 20 اجتماع طاولة مستديرة، و200 جلسة تفاعلية، ما يجعل منها حدثاً عالمياً مميزاً لا يقل أهمية عن الاجتماعات التي تعقد في أروقة الأمم المتحدة، أو في المنتديات العالمية المميزة مثل دافوس وغيره، سواء في عدد المشاركين، أو تنوعهم، أو أهميتهم، أو في نوعية ومحتوى المادة العلمية والمعرفية، وفي الحلول والتجارب العالمية لإسعاد الشعوب، وتطوير المجتمعات، والرقي بالخدمات الحكومية أيضاً، وهذا هو الأهم.

هذه الاجتماعات العالمية، عالية المستوى، ليست مخصصة لتطوير العمل الحكومي في الإمارات، والتجارب المميزة والمفيدة والخلاقة التي ستُعرض في القمة، لن تكون حكراً على حكومة الإمارات، والحلول التقنية المطروحة ليست لعلاج مشكلات داخل الإمارات، إنها قمة عالمية للجميع، ولتطوير الخدمات الحكومية في كل مكان، وجعل حياة الناس أفضل في العالم بأسره، تحمّلت الإمارات كُلفة استضافة العالم من أجل سعادة العالم، وهذه هي السياسة الإماراتية الدائمة، نشر الخير والمعرفة في كل مكان.

القمة العالمية للحكومات، كما قال وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد بن عبدالله القرقاوي، ستستعرض هذا العام سبعة توجهات رئيسة، وهي مستقبل التجارة والتعاون الدولي، والتغيّر المناخي، والإعلام والاتصال الحكومي، والصحة وجودة الحياة، ومستقبل التعليم وسوق العمل، والمهارت المستقبلية، ومستقبل المجتمعات والسياسة، ومستقبل التكنولوجيا وتأثيرها في البشرية، وهذه الأمور جميعها تهم جميع الدول، والحكومات كافة، وهي موجهة لتحسين وضع الشعوب في كل مكان، فالاستفادة متاحة للعالم بأسره.

هذه هي الإمارات، تجمع ولا تفرق، وتصنع الحياة للشعوب، في الوقت الذي يبحث غيرها عن دمار الشعوب، الإمارات تنشر المعرفة والتطوّر والتقنية، وغيرها ينشر الفوضى والجهل والتحزب، والإمارات تبحث في المستقبل عن حلول لمشكلاته، وغيرها يبحث عن مشكلات الماضي لتخريب المستقبل، الإمارات تسير بخطوات واثقة نحو استغلال تقنيات المستقبل، لتسهيل حياة الناس، وغيرها يبحث عن استغلال التقنيات في تدمير المجتمعات، فشتّان بين الإمارات وغيرها.

المصدر: الإمارات اليوم