شجاعة شعب الإمارات

آراء

أقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة على خطوة شجاعة وفي غاية الخطورة. لم تعد الظروف تترك للأمم فرصة المناورة والمجاملة وإهدار الوقت في انتظار وقوع الكوارث. الإمارات دولة بناء لا شعارات. في أقل من عقدين من الزمان استطاعت هذه الدولة الفتية أن تضع نفسها على خريطة التقدم الإنساني وتُؤصل حضورها في العصر الحديث. دولة شعاراها التقدم لن تسمح للظلام أن يتسلل إليها تحت شعارات دينية مستوردة من ظلمات العصور الوسطى. ترجمت الإمارات درس الإخوان ودرس داعش والنصرة من موقف إلى عمل.

فوجئ كثير من الناس بهذا العدد الوافر من منظمات الإرهاب التي أدانتها دولة الإمارات ووضعتها في قائمة الإرهاب. فاجأني أكثر تلك المنظمات المندسة في شقوق الحضارة الغربية. أتمنى أن تعتمد دول العالم والدول العربية على وجه الخصوص هذه القائمة وتضيف عليها ما فاتها وسقط منها كحزب الله اللبناني. قادني بيان الإمارات الشجاع للاطلاع على مواقع بعض هذه المنظمات على النت.

ما الذي يمكن أن تحيلك إليه كلمة (عالم)، وما الذي يمكن أن تحيلك إليه كلمة (سياسي). الأولى ستحيلك حتما إلى العلم والمعرفة والأكاديميا. والأخرى ستحيلك إلى الأحداث والحروب والصراعات والمشاكل الدولية. قارنت يوم أمس بين بيانات حزب البعث العربي الاشتراكي السوري وبيانات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتزعمه الشيخ يوسف القرضاوي. انحصر الفرق بين الكيانين في التوجه السياسي فقط. كلاها ينشط في العمل السياسي المحض ولا علاقة له بالعلم أو المعرفة.

بالاطلاع على البيانات التي أصدرها هذا الاتحاد ستعرف حقيقة هذا الاتحاد وطبيعة عمله. لم أجد أمامي سوى حزب سياسي صريح. جميع البيانات التي أصدرها هذا الاتحاد سياسية محضة. لنأخذ أمثلة من هذه ا لبيانات لنرى إلى أي من الحقلين (السياسي أو العلمي) ينتمي أعضاء هذا الاتحاد:

(الاتحاد يحيي صمود وثبات وبطولة الثوار الأحرار على أرض مصر ويثمن نضالهم المتواصل لأكثر من عام دون فتور)

(الاتحاد يطلق صيحة (وا قدساه.. واغزتاه) لنصرة القضية الفلسطينية)

(الاتحاد يدين بشدة الحكم بالإعدام على الأحرار في مصر)

(الاتحاد يطالب الشعب الليبي بالوحدة والمصالحة الوطنية والحزم مع من يريد إسقاط الشرعية وإثارة الفتنة)

ما علاقة كلمة(علماء) بالثوار أو الوحدة والمصالحة وغيرها من مصطلحات السياسة. هذه الأمثلة ليست طارئة أو غريبة ضمن بيانات هذا الاتحاد. لك أن تزور موقعه لترى أن كل شيء موجود فيه عدا العلم والدين.

في أي تجمع ثقافي أو علمي أو أكاديمي سوف تقرأ عن الأبحاث والدراسات والكتب والندوات العلمية والجامعات وأخبار دور النشر ومعارض الكتب والشهادات والترقيات. ميدان العلماء هو العلم والمعرفة. أما الحزب السياسي فمن طبيعة عمله متابعة الأحداث السياسية في دائرة اهتمامه والتعبير عن وجهة نظره أو الانخراط فيها. هذا ما يقوم به هذا الاتحاد والمنظمات الدينية الأخرى تحت غطاء اللحية والخطاب الديني.

المصدر: الرياض
http://www.alriyadh.com/995774