صديقة أحباب الله

آراء

الأطفال أحبهم الله لنقائهم وصفائهم وقدرتهم على الوصول إلى نهر العطاء قبل غيرهم، لأنهم صفحات بيضاء من غير سوء.

في الشارقة كتاب يفتح صفحاته أمام الأطفال ليقرأوا ما يتيسر من كلمات تبعثها النجوم، ليضيئوا سماوات أفئدتهم، وليستمروا في الحياة مشعشعين بالوعي، وليبقوا دائماً مثل الشمس بلا غيمة تكدر ولا غمة تعسر، ولا نقمة تكسر زجاجات القلب.
بحضور الصحوة تستيقظ طيور الأطفال، وتغادر أعشاشها مرفرفة محلقة محدقة في الوجود، محتفلة بالجمال ببوح يزهر على شفتي الحلم، ليصير واقعاً زاهياً، ثرياً بالحياة والحيوية، يصير في الكون صورة مثلى للعطاء الإنساني عندما تحتفي به العقول، وتضعه في مقام الأيقونة المتوجة بالحب.

شارقة البذل والسخاء ترسم صورة المستقبل على الجباه البضة، وعلى الجبين اللجين، وتذهب بالجيل نحو غايات ورايات وساريات تبعث على السرور والفخر، وتؤكد أن بلادنا هي المنطقة الخضراء التي تنمو فيها أعشاب الحلم الجميل، وتزدهر أفئدة الطير، وهو يطوق الفضاء بأجنحة الفرح، منتمياً إلى الوجود بكل جوارحه وبوحه.

اعتماد الشارقة مدينة صديقة للطفل، هو اعتراف عالمي بأن للأطفال أجنحة لا تنمو إلا في المكان الصحيح، وأن للأطفال بوحاً لا يصفو إلا في الشارقة، لأن لهذه الإمارة موعداً مع الطلائع، وطريقاً لا يسلكه إلا العشاق، والذين في قلوبهم شغف الانتماء إلى الكون من دون حدود، ومن دون موجات تعرقل مسيرة السفينة باتجاه الأفق.

في الشارقة تذهب الطفولة باتجاه الأحلام الوردية مثلما تتعقب الفراشات الوردة الندية، مثلما تتسرب العذوبة في شرايين النحلة، مثلما تتشرب الجذور من شهد التربة الخصيبة.

هكذا تبدو الأشياء رائعة عندما يصبح الأطفال في بلد مثل القصائد، قافيتهم فكرة مجللة بالوعي، وبحرهم نظرة متفائلة نحو الحياة.

هكذا تبدو العيون صافية عندما لا تغشيها دمعة، ولا تسغبها حسرة، هي عيون النجباء الذين أنجبتهم أرض هي كالمهد الممهد بالحنان الممسد بالحب، الممجد باحترام الذات، المحدد بسلوك لا يخل، ولا يزل، ولا يكل من اغتراف القيم النبيلة، واحتراف النوايا الأصيلة.

هكذا ينشأ الأطفال في بلادنا مثل أحلامهم لا حدود لسواحلها، ولا مدى لشواطئها غير الإمارات، إنها كلمة السر الكامنة في الأعماق والأحداق لا يفك شيفرتها غير عشاق المجد، والذين يسكنهم الطموح مثلما يسكن الدر قاع البحر.

ولا يتوقف بحر الإمارات عن تفسير أحلام الموجة لا يتوقف عن قراءة ما بين جفون الأطفال، لتحقيق آمالهم، وتكريس حقوقهم واجباً دينياً وأخلاقياً لا حياد عنه، ولا انحياز إلا له.
المصدر: الاتحاد