صناعات المستقبل

آراء

برزت الصناعات الثقافية والإبداعية خلال السنوات القليلة الماضية أحد روافد الاقتصاد العالمي، ومحركاً من محركات النمو، باعتبارها مصدراً رئيساً للوظائف، ومساهماً في توفير المداخيل، وضامناً لاستقرار ورفاهية المجتمعات.

لقد أدركت دولة الإمارات مبكراً أهمية الاستثمار في الصناعات الثقافية والإبداعية، فسارعت إلى وضع خريطة طريق متكاملة، وأعدت منظومة من السياسات والمبادرات لدعم واكتشاف الموهوبين والمبدعين الذين سيقودون هذا القطاع الحيوي، والمتوقع له أن يصبح في المستقبل القريب أحد محفزات النمو الاقتصادي.

إنّ الصناعات الثقافية والإبداعية، بما هي منتج ثقافي، باتت أبرز الحلول الخلاقة لتنويع الاقتصاد، فهي تدير ثروات كامنة في العقول، وفِي إمكانات الشعوب، كما هي الحال في الفنون والحِرَف، والنشر، والموسيقى، والسينما، وكذلك في البرمجيات، وسائر القطاعات التي يكون فيها الموهوبون أبطالاً، ويكون الإبداع رأس المال الحقيقي.

نعمل على تشجيع ريادة الأعمال في المجالات الثقافية والإبداعية من خلال خطة استراتيجية تتضمن إطلاق حاضنات ومسرعات الأعمال الثقافية والإبداعية، وتصميم إطار لتمويل هذه الصناعات عبر صندوق التنمية الثقافية الذي وجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإطلاقه لإيصال منتجنا الثقافي المحلي إلى مستويات عالمية.

لدينا كل مكامن القوة، لنرفع من سقف طموحنا في مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية في اقتصادنا، ونمتلك دافعاً أكثر أهمية من العائد الربحي، فهذه الصناعة مهمة في إبراز هويتنا، والمحافظة عليها، وتعريف المجتمعات والثقافات بمكوناتها وعناصرها وخصوصيتها.

لقد وضعنا الرؤية والأهداف التي تُلبي تطلعات القيادة، وتضمن لشباب دولة الإمارات قيادة هذا القطاع إقليمياً، والاستحواذ على حصة كبيرة من سوق الصناعات الثقافية والإبداعية العالمي.

المصدر: الاتحاد