صناعة «القدوة»

آراء

إنها ضرورة تنموية أن نؤسس لمشروع يصنع «القدوة» في مجتمعاتنا. كم من تجربة إبداعية عندنا لو وُثقت لربما ألهمت غيرها بالنجاح والتفوق. على صعيد التجارة، ثمة عشرات القصص التي يستحق أصحابها دور «القدوة» ليس فقط لشبابنا ولكن لشباب المنطقة كلها. نسمع قصصا مبهرة لأسماء لمعت في التجارة وذات تجربة ثرية في الإصرار على النجاح من أمثال الراجحي وعبدالهادي القحطاني وسليمان العليان والجبر وغيرهم. وثمة قوائم أخرى لأسماء لمعت في الإدارة وتفوقت بإبداعها الإداري ووطنيتها ودورها في تخريج صفوف من قيادات جديدة في قطاعات شتى. من يوثق هذه التجارب، أو بعضها، لعلها تسهم في صناعة المثال «القدوة» لأجيالنا القادمة؟ والقدوة ليس بالضرورة من يكبرك سناً. إنه صاحب التجربة المتميزة في الإصرار على النجاح. وقد تكون في تجربة مختلفة لرجل أو امرأة من أبناء وبنات مجتمعك حيث يقود الإصرار مع التفكير خارج «صندوق» المعتاد والمألوف إلى تميز مبهر.

لدينا مئات الحكايات والقصص لأناس تحدوا المستحيل من أجل تحقيق الأهداف. ولدينا نماذج خارقة في عصاميتها وتفكيرها وركضها الدؤوب وراء النجاح والتفوق. ولدينا اليوم شباب أثبتوا أنفسهم على الرغم من كل التحديات ونجحوا بامتياز في مجالاتهم. كل هؤلاء -إذا ما وثقنا وأبرزنا تجاربهم- جديرون بدور «الملهم» نحو التفوق. صناعة القدوة مشروع تنموي وحضاري بحاجة إلى جهد جاد كي يتحقق واقعاً على الأرض من خلال برامج وفعاليات وإصدارات تروي تجربة النجاح في مجتمعاتنا وتشكل حافزاً للتميز في ظروف هيمن فيها اليأس على كثير من شبابنا. فكم من تجربة نجاح قادت لنجاحات وألهمت آخرين للوصول لغايات كان أصحابها يظنون أنها في قائمة المستحيل!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٢٣) صفحة (٢٤) بتاريخ (٢٢-١٠-٢٠١٢)