صوت المُشاهد العربي

آراء

المُشاهد العربي مصاب بحالة من العمى والخرس، فبينما تمتلئ شاشات التلفزة بالمسلسلات المحلية، وتعرض السينما العربية كماً هائلاً من الأفلام على نحو متصل طوال العام، إلا أننا نجد استحالة الاطلاع على وصف مسبق محايد حول المادة الفنية المعروضة قبل مشاهدتها، فيكون قرار المشاهدة وكما يُقال «بالعَميانِي»، وإذا بحثت عن صوت المُتلقي العربي بعد مشاهدته للمسلسلات والأفلام فلن تسمع سوى بعض التعليقات المُقتضبة التي تصف المنتج الفني بالجيد أو الرديء.

في الجهة المقابلة، تحظى المادة التلفزيونية والسينمائية المُنتجة باللغات الأجنبية، مثل الإنجليزية والأردو، بالكثير من المراجعات الفنية من قبل المُتلقي، فعلى سبيل المثال، وفي أحد مواقع الإنترنت، تخطى الفيلم الأميركي «العراب» حاجز المليون تعليق كتبها مشاهدو الفيلم.

إن ظاهرة «خرس المشاهد العربي» قد تكون نتيجة عدم وجود منصة عربية على شبكات الإنترنت تعرض آراء المشاهدين، كما لا تُخصص غالبية الصحف المحلية مساحة لنشر المُراجعات التي يكتبها المشاهدون، الأمر الآخر يختص بالمشاهد العربي نفسه، الذي يعتقد أن النقد حق مقصورٌ على النقاد المتخصصين دون سواهم، ولا يجوز له بحال من الأحوال عرض رأيه الشخصي بشأن فيلم أو مسلسل أمضى ساعات طوالاً في مشاهدته، يضاف إلى ذلك الاستقلالية التي يمتاز بها المشاهد الأجنبي وإحساسه بأنه يتمتع بالنضوج ويملك الحرية الكاملة للتعبير عن رأيه بشأن أي عمل فني، فلو وصف عملاً تلفزيونياً بأنه «سيئ ولا يستحق المشاهدة»، فلن يجعل منه هذا الرأي الشخصي حاقداً متحاملاً على العمل أو القناة التي بثته، كما أن إبداء إعجابه بالعمل الفني ونصح الآخرين بمشاهدته لن يحوله إلى منافق ومُطبّل.

وأخيراً، لن يتطور المُنتج الإعلامي العربي بالعزل المُمارس ضد آراء المشاهدين، والدلائل تشير إلى أن المُنتج العربي فقد شعبيته لمصلحة المنتجات الأجنبية المدبلجة، فأنا وأنت لدينا العديد من الخيارات التي تضمن لنا متابعة الأعمال الفنية الأجنبية الأفضل، ولسنا مستعدين للمجازفة وتمضية ساعات طوالاً أمام الشاشات لمتابعة فيلم أو مسلسل عربي لم يحظَ بمجموعة كبيرة من المُراجعات اللائقة التي تتناول فكرة المادة المعروضة وأداء أبطالها، وغيرها من التفاصيل الفنية المهمة.

المصدر: الإمارات اليوم