سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

صورة مستفزَّة تعكس واقعاً سلبياً!

آراء

مُستفزِّة جداً تلك الصورة التي نشرها لاعب مواطن محترف في أحد الأندية، يظهر فيها وهو يحتفل مع زملائه بمناسبة ترقيته في جهة عمله، والاستفزاز لا يكمن في كونه محترفاً أصلاً فقط، ويفترض ألا تكون لديه وظيفة ثانية، بل في كونه يحظى بترقيات يُفترض ألا يحصل عليها، لأنه عملياً لا يقدم شيئاً في تلك الجهة، خصوصاً أننا جميعاً نعلم أنه ربما لا يعرف أين تقع الإدارة التي يعمل فيها في تلك الجهة، أو ما مهام العمل التي تقوم بها!

هو بكل تأكيد لا تنطبق عليه شروط الموظف الرسمي من ناحية الحضور والانصراف والإنجاز، وهو بكل تأكيد يحظى بتفريغ كامل من جهة عمله، والراتب فقط هو العلاقة الوحيدة التي تربطهما ببعض، لذا فمن الغريب حقاً، أن يحظى بهذه التسهيلات جميعها، وبترقيات وظيفية أيضاً، في الوقت الذي يحظى فيه براتب لاعب محترف، الذي يتخطى دون شك راتب وزير أو أكثر، ومع ذلك يظل باب الترقيات مفتوحاً له على مصراعيه!

«بالعافية عليه»، وكلامنا هُنا ليس من باب الحسد إطلاقاً، ولكن أليس لمثل هذه الصورة وقع سلبي على مئات، إن لم نقل آلاف الموظفين الحقيقيين الذين يعملون ويتعبون ويجتهدون ويُنجزون؟ ألن يؤدي ذلك إلى إحباط مئات، إن لم نقل آلاف الموظفين في جهة عمل ذلك اللاعب، أو حتى في الجهات والدوائر الأخرى؟ وما شعور الموظف الذي لم يترقَّ بسبب الضغط على الميزانيات وتخفيض الحوافز؟ كيف سيقتنع بالمتناقضات وهو يراها بعينه واقعاً في صورة ذلك اللاعب الذي لم يعمل يوماً واحداً، وحصل على ترقية؟ ألن يعتقد ذلك الموظف أو غيره بأنهم أحق بهذه الترقية؟!

هذا اللاعب ليس الوحيد الذي يحصل على مثل هذه الحوافز خارج الملعب، وهناك كثيرون غيره، يتقاضون رواتب خيالية ضمن عقودهم الاحترافية في الملعب، ويتقاضون رواتب من جهات مختلفة مقابل تفريغٍ كامل، ما يتناقض ويتنافى مع شروط الاحتراف، وفوق ذلك كله يطالبون بترقيات ويحصلون عليها، فهل هذا أمر منطقي؟!

إنها رسالة سلبية للغاية، لا أحد يستفيد منها إلا هؤلاء اللاعبون، فهل يستحقون كل ذلك داخل الملعب وخارجه، مقابل ما يقدمونه من أداء ونتائج؟ أعتقد أن الجواب حتماً سيكون بالنفي، وفقاً لكل المعايير والمقاييس!

أدرك تماماً أن هناك أشخاصاً مفرغين من وظائفهم، لأنهم يقومون بوظائف أخرى حسّاسة ومهمة، لذا فلا غبار عليهم، ولا مانع من ذلك، لأن المعيار هو العمل، أمّا اللاعبون فما المقابل الذي يقدمونه لتلك الجهات مقابل تفرغهم للعب الكرة، لا شيء على الإطلاق، إذاً لماذا يحصلون على ترقيات نظير هذا التفرغ؟!

المصدر: الإمارات اليوم