ضعف الغرب ورقة رابحة بيد بوتين

آراء

تبدو عقوبات الغرب غير كافية لردع تصرفات روسيا العدائية والانتهازية، التي تشعر بوهن عزيمة الغرب في التصدي لها.

والشاهد أن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قتل العديد من منتقديه في ظروف غامضة، من بينهم الصحفي ألكسندر شيتينين، المقيم في العاصمة الأوكرانية كييف، والذي أشيع بأنه قد انتحر، علماً بأن تحقيق الشرطة الأوكرانية لم يجد أي علامات على أن الحادث مدبراً. ولكن يقال إن ألكسندر شيتينين كان يصرح علناً بأن الرئيس بوتين “عدو شخصي” يسبب له الاكتئاب. 

والآن قرائن المتاعب التي تسببها روسيا تبدو أكثر وضوحاً، حيث إنها تشن أكبر عملياتها العسكرية منذ عقود، وتخوض الآن حرباً مشينة بالوكالة في سورية، فضحت فيها عجز الدبلوماسية الغربية، فضلاً على أنها ما زالت تقاتل في أوكرانيا حيث أسقطت عشرات القتلى هذا الشهر. ومعنى ذلك أن روسيا تقصف الدول الغربية، بما في ذلك دول غير أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مثل السويد، وفنلندا. وتدخلها في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية ليس بخاف. 

في عام 2012 صرح المرشح الجمهوري للرئاسة، ميت رومني، بأن روسيا هي “العدو الجيوسياسي رقم واحد” للولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن الرئيس أوباما قد سخر من هذا الوصف، إلا أن رومني كان صائباً في وصفه. 

من ناحية أخرى، فإن الكرملين يمكنه أن يفعل ما لا نقدر عليه. فهو يقبل الألم الاقتصادي، ويقدِم على المخاطر ويكذِّب بشأن ما يفعل، وهدفه ليس السيطرة على العالم، وإنما كسر القوانين التي حفظت سلامتنا وحريتنا منذ الحرب الباردة.

والواضح أن روسيا تحتقر هذه القوانين وتعتقد أنها صيغت بشكل غير عادل، وأنها تُنفذ بطريقة فيها نفاق. وتخوض روسيا صراع وجود، لا تنتصر فيه إلا إذا كان الغرب ضعيفاً، أما الغرب فأمامه الكثير من القضايا مثل الاقتصاد والهجرة والتغيُّر المُناخي وغيرها.

ستكون الأشهر المقبلة خطيرة للغاية، ففي حالة فوز هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فروسيا ستواجه إدارة أميركية عازمة على التعامل مع ما ستعتبرها أكبر دولة مارقة في العالم، علما بأن كلينتون لا تخفي كرهها للرئيس بوتين. 

ولذا، فمن المتوقع أن يكون انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في صالح بوتين، لأن مرشح الجمهوريين معجب بالرئيس الروسي، ويرى أن حلف (الناتو) لم تعد له فائدة، ويعتبر حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين متطفلين.

ولهذا، ينبغي توحيد الصف الغربي في الدفاع عن مبادئه، وحماية قوانينه، بملاحقة غسل الأموال الروسية، وضمان حماية الناتو لدول خط المواجهة مثل إستونيا ولاتفيا ولتوانيا وبولندا.

المصدر: الوطن