طريـــق تميـــم إلــى القمـــة

آراء

أهذا السؤال ليس خاصاً، بل أنقله نيابة عن أعداد كبيرة من الناس، اعتبروني وسيطاً متطوعاً يبحث عن إجابة يقدمها لكل المتسائلين، وإن أردتم الحقيقة أنا أيضاً أريد أن أعرف الإجابة، فالقيل والقال كثير، وبعد زيارة أمير الكويت للمملكة العربية السعودية بدأ البعض يتحدث وكأن الأمر أصبح محسوماً، فالقمة كما يقولون ستعقد في شهر ديسمبر بالكويت، والزيارة الأميرية بحثت هذا الأمر، ولكن المعنيين لم يقولوا شيئاً، ونحن نبحث عن إجابة ولا نجدها، والإجابة ليست لها علاقة بالقمة وموعدها ومكانها، بل ماذا حدث لتنعقد؟ أي ما الجديد الذي يجعل القمة ممكنة؟ أي وبتوضيح أكثر دقة، ما الذي قدم من الطرف الخارج على مبادئ مجلس التعاون الخليجي حتى يجلس معه قادتنا؟

يفترض، والافتراض حق من الحقوق عندما تكون هناك غشاوة، أو لنقل عندما تنعدم الرؤية لضبابية الجو العام، فدعونا نفترض أن هناك شيئاً غير معلن بين الأيادي الخيرة، وجاء التحرك بناء عليه، فمن أفشلت مساعيهم مرتين لا يمكن أن يقوموا بمحاولة ثالثة إن لم يكن لديهم ما يستحق المحاولة وتكرارها، ومن سرب أخبار انعقاد القمة في موعدها كان واثقاً، العبارات التي كتبت بها الأخبار الخاصة في بعض وسائل الإعلام، وخاصة الكويتية، كانت تتحدث عن قمة يحضرها الجميع، هكذا، ومن خلال بضعة سطور أوحي إلينا بأن المشكلة قد حلت، وسيكون أمير قطر جالساً مع قادة المجلس كلهم على طاولة واحدة.

إذا كان ذلك الافتراض صحيحاً دعونا نطرح سؤالاً جديداً، هو «لماذا ننتظر حتى ديسمبر؟»، تكفينا الأشهر الخمسة التي أشغلتنا وشتتت جهودنا، فلماذا نضيف إليها شهرين آخرين؟ خير البر عاجله، هكذا قال الأولون، والقمة تنعقد في يوم، وقادتنا لن يترددوا في الذهاب إلى أي مكان من أجل إعادة خليجنا إلى وحدة الكلمة والموقف والتطلعات، إن كان اللقاء مجدياً وقائماً على أساس مشترك، وهذا لن يكون إلا بموقف واضح من تميم بن حمد يعلن فيه موافقته على إزالة كل أسباب الشقاق التي قدمتها إليه الدول الأربع، قبل القمة، وفي العلن، ليكون العالم كله شاهداً عليه، حتى لا ينكر أو يحرف أو يتنصل، وبعد ذلك يلتقي الجميع على خير، ويوقع الاتفاق تحت أنظار الوسطاء، وتعود قطر لتجلس معنا على طاولة واحدة، وأي طريق يخالف ذلك لن يوصل تميم إلى مجالسة قادتنا في قمة أو على طاولة أو حتى كرسي.

المصدر: البيان