عسيري من أصول فرنسية!

آراء

نعم .. عسيري من أصول فرنسية أبا وجدا، أحب الجنوب قبائل وبشرا كما لم يحبها أبناؤها الحقيقيون، ليس قدحا فيهم إلا أنهم لم يشعروا، أو لم يصلوا إلى هذا الحس الفني الذي تخبئه جبالهم وملابسهم، ووديانهم وهذه المزاهر التي تشكل فنا جميلا ومبتكرا يصل الإنسان، ويربطه بالأرض، ليكتشفوا مكانا فوق رؤوسهم وشعرهم الذي يتدلى فوق الأكتاف، كناية عن الشجاعة والخيلاء التي لا تملك منتهى.

(تيري موجيه وزوجته دانييل) عشقا شيئا اسمه (تهامة قحطان) وأسطوريتها الموغلة في التاريخ، وعشقا (تهامة عسير) وقبائل يام، أصبح تيري وزوجته جزءا من هذه القبائل على اختلافاتها في كل شيء، وهذا يعني الثراء الإنساني الهائل الذي تملكه هذه القبائل وحياتها العفوية التي سلبت عقل وفؤاد (تيري موجيه وزوجته دانييل).

وعقدا العزم على تقييد ذلك كله بالكتابة والصورة الفوتوغرافية، لتصدر لهم أربعة مؤلفات جميعها تتناول هذا الثراء الإنساني الذي لم تفطن إليه جامعاتنا المسورة، وسباتها البحثي الصفري؟؟

ولَم تتناوله أنديتنا (الأبدية) عفوا أقصد (الأدبية) ولو باستضافة، وعلى وجه الخصوص (نادي أبها الأدبي) حسب معرفتي.

ليس هذا جلداً للذات، لكنه تقويم لها وتصحيح لمسارها في خدمة الناس والمجتمع وإلا فما جدواها.

نعود للعسيري الفرنسي الذي توفي خلال الأسبوع المنصرم وترك إرثا من الصور وأربعة كتب كلها عن بدو الجنوب بلغة الصورة، ولغة المحبة، ولغة العشق الذي أمضياه هو وزوجته في حب الناس والشجر والحجر واللون فوق الأجساد والملابس.

العسيري الفرنسي من حقنا ان نرثيه فقد كان جزءاً من تاريخ هذه المنطقة شئنا أم أبينا، وترك لنا لقباً إنسانيات لا يضاهى (الرحال الزهر).

رحم الله كل من اكتشف قدرة الله التي لا تحد وجمال إبداعه بشتى الصور، رحم الله كل من أضاف للإنسانية لوناً؛ رغبة في اكتشاف الثراء الإنساني، والطبيعي والثقافي، وفي الجنوب كل التفاصيل والثراء بطبيعته البكر.

شكراً (تيري ودانييل) فقد قمتما بتنبيهنا أن الجنوب يملك ثروة هائلة عمادها (الإنسان) وأتمنى على إمارة عسير، أو الجامعة، أو النادي الأدبي بأبها تكريم هذا المبدع ودعوة السفير الفرنسي في المملكة كضيف شرف.

وسلامتكم.

المصدر: الرياض