في رحيل سليمان العيسى

آراء

يرحم الله زميلنا الراحل سليمان العيسى. عرفته منذ أن كنت طالباً مبتدئاً في جامعة الملك سعود وحينما كنت أكتب متعاوناً في صحيفتي المسائية و الجزيرة. وعرفت الجانب الإنساني في شخصيته بشكل قريب بعد عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية. كان يتصل بي من وقت لآخر للسلام و الاطمئنان و السؤال.كان الراحل سليمان العيسى مثالا للإعلامي الوطني النبيل الذي لا يرضى و لا يسكت عن ظلم يقع على أي من زملاء المهنة.

التقيته مراراً في مكتب الصديق سليمان العقيلي، حينما كان نائباً لرئيس تحرير «الوطن» في الرياض. وكان من حين لآخر يغمرني بلطفه و هو يبادر بالاتصال. أسفت جداً حينما سمعت نبأ وفاته الليلة قبل البارحة. ندمت أن ظروف السفر و مشاغل الحياة سرقتني عن زيارة نبلاء و أفاضل من أمثال سليمان العيسى. وفي مسيرتي الإعلامية، ينضم سليمان العيسى إلى قائمة الراحلين من أصدقاء و أساتذة كانت لهم أفضال كبيرة في مسيرتي الصحفية.

كان أول الراحلين الدكتور محمد كامل خطاب و قد كان من الأساتذة الأفاضل الذين جمعوا بين التأهيل الأكاديمي والخبرة العملية خصوصاً في التقديم التلفزيوني. لم يتعالَ على مهنته بعد حصوله على الدرجة الأكاديمية. وكان من أكثر المشجعين لي على الكتابة و العمل الصحفي الميداني. ثم عرفت بعده الراحل الأستاذ معتوق شلبي الذي كانت له عليّ أفضال كبيرة أيام دراستي في أمريكا و تواصله الكريم معي بالسؤال و الحث على النجاح كما لوكنت واحداً من أبنائه. ورحل أيضاً زميلنا و صديقنا طلعت وفا الذي أخلص للعمل الصحفي الميداني حتى في أيامه الأخيرة. ومن يستطيع أن ينسى الراحل صالح العزاز وطيبته وتواضعه قبل مهنيته و مقالاته التي لا تنسى؟ ثم ينضم أخيراً إلى كوكبة الإعلاميين الراحلين صديقنا العزيز سليمان العيسى. رحمه الله و أسكنه فسيح جناته و ألهم ذويه و محبيه الصبر والسلوان.

 نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٠٨) صفحة (٢٨) بتاريخ (٠٧-١٠-٢٠١٢)