خالد السويدي
خالد السويدي
كاتب إماراتي

في غضون ذلك!

آراء

تتردد على مسامعنا بين الحين والآخر عبارة «في غضون ذلك»، خصوصاً أثناء متابعة نشرات الأخبار، عبر الإذاعات والمحطات التي تخصصت في نشر الأخبار التي ترفع الضغط، وتجعل يومك كريهاً، إذ غالباً ما تكون هذه العبارة للدلالة على حدثين بينهما قاسم مشترك.

تُمسكُ الصحيفة لتقرأ مقالاً غبياً أو خبراً عارياً من الصحة عن منظمة «هيومن رايتس»، التي تتهم الإمارات بقمع الحريات، والتعدي على حقوق الإنسان والعمالة، وممارسة التعذيب، في غضون ذلك لم تقصر الدولة في وضع التشريعات لحماية الأجور، ومحاسبة المؤسسات المقصرة في حقوق العمال، وتجارة البشر، وتشجع على حرية التعبير، في إطار ما كفله الدستور للمواطن والمقيم، وتستمر في الارتقاء بالإنسان والمكان، لتتصدر مؤشرات السعادة والرفاهية، حسب التصنيفات والمؤشرات العالمية، فنحن نعمل وننجز، بينما غيرنا فالح في النباح من بعيد.

قبل أيام قرأت عن اغلاق وزارة الاقتصاد والتجارة القطرية معرضا لبيع سيارات الـ«رنج روفر»، يعتبر من أكبر المعارض في الدوحة، بسبب الاحتيال، في غضون ذلك تذكرت قسم حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، وجمعية حماية المستهلك، التي تصرِّح دائماً بعبارات «لن نسمح بارتفاع الأسعار»، «نحن نراقب الأسعار»، و«سنفعل ونفعل»، والكثير من هذا الكلام الذي من النادر أن نرى له تطبيقاً، وإن طبق فعلى الصغار، بينما لـ«الهوامير» حرية فعل ما يشاؤون، وقتما يريدون!

وشاهدت بالأمس صور استقبال منتخب الإمارات، الحاصل على المركز الثالث في بطولة آسيا، واستعرضت صور المسؤولين الرياضيين المتخصصين في استقبال المنتخبات، فوجدت الوجوه نفسها، مع اختلاف في لون الكندورة الذي يعتمد على حالة الطقس، في غضون ذلك لايزال التخبط موجوداً في رياضتنا، ولاتزال الخطط الموضوعة غير قابلة للتطبيق، ولايزال المسؤولون أنفسهم يتحدثون عن محاسبة المقصرين، مع أن التقصير يبدأ عند أبواب مكاتبهم.

في غضون ذلك أشياء كثيرة، بعضها مفرح، وبعضها محزن، نسأل الله من خلالها التوفيق للجميع في إمارات الخير.

المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-02-03-1.752839