علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

في غيابي

آراء

في غيابي الطارئ، لأسبوعين، عن الكتابة مرت على الأمتين السعودية والعربية بضعة أحداث جسام رفع الله عني أسبابها فرفعت عنها قلمي. من مدينتي سأبدأ سرد أحداث (الغياب) قبل أن تستيقظ الأمة من (الغيبوبة). أمين مدينتي يهدد مجلجلاً بمقاطعة هذه الصحيفة حتى كدنا نقول: ليته فعل. ولو أنني كتبت عن تهديده لقلت له: إن كان في الجعبة فعل يستحق أن تتحدث عنه فأمامك صحف جوبا والخرطوم. اختر أن تتحدث أينما شئت وخصوصاً عن أنباء التجديد والتعاقد لأنها الجديد الوحيد الذي يستحق أن تتحدث عنه.

في غيابي أيضاً، خرجت وجوه الخيبة من كأس الخليج وكان اللافت الأبرز وهم يركبون (باص العودة) ليس إلا (لواقط) المايك على الآذان يستمعون فيها إلى ما لذ وطاب. كأنهم داخلون إلى (قهوة) لا إلى وطن بشعب وعلم. اختلط الأمر لدى رفاق الكابتن (ياسر) فلم يعرفوا الفرق ما بين جسر الملك فهد وبين (جسر اللوزية).

في غيابي أيضاً، اعتذر القسم المعني بمجلس الشورى لهذه الصحيفة عن تزويدها بالسيرة الذاتية لبعض المعينين الجدد بالمجلس الموقر. الذين ذهبوا إلى الشيخ (جوجل) أيضا لقراءة السيرة الذاتية اكتشفوا أن فضيلته اعتذر لأن بضعة وعشرين عضواً جديداً ليس لهم من (نقرة) ولا اسم ولا رسم على كل هذا العنكبوت الإلكتروني الهائل. اكتشفت، وللمفارقة، أن ذات الشيخ (الجوجلي) الذي أنكر أسماء بعض أعضاء الشورى الجديد، يعترف باسم أمي (يحفظها الله) ولها فيه سيرة ذاتية من سطرين وبضعة أحرف.

في غيابي أيضاً، وعلى طريقة (ماجلان)، اكتشف لنا محمد العريفي مصر وأهل مصر. استمعت لخطبه كمن يبيع الماء في حارة السقايين ولولا أنها خطبة جمعة لظننت أن فضيلته يتحدث عن بعض فصائل الملائكة. يبدو أنه نسي أننا نذهب إليهم مثلما يأتون إلينا بالملايين وأن بيننا في اليوم الواحد بضعا وعشرين طائرة مسافرة.

في غيابي أيضاً، ضرب سعودي امرأته في (بوسطن) الأميركية، لأنه، والله أعلم، ظن نفسه في الحوطة أو في سراة عبيدة، حيث (الضرب على وذنه) وحيث الزوجة تابع لا إنسان مستقل. ذهب لأميركا ممتلئا بأدبيات (الجوهرة المصونة) حيث كل القصة مهما عظمت ستنتهي بصلح قبائل فاكتشف هناك صرامة القانون. هي أحداث أسبوعين ولكل منكم أن يسرد أحداثه.

المصدر: الوطن أون لاين