عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

قمة «فلسطين» السعودية

آراء

احتضنت المملكة الأحد الماضي القمة العربية في نسختها الـ29 التي أقيمت في مدينة الظهران شرق المملكة.

إنها بلا مواربة هي قمة الموقف العربي المساند لقضية الشعب العربي الفلسطيني، الذي تمر قضيته بمسارات حساسة على مستوي توحيد الكلمة الفلسطينية، خصوصاً من قبل بعض الفصائل «الإسلاموية» التي تحرك «بالريموت» من الخارج، ما أخرجها عن مسارها الوطني، ولعل حادثة محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني، التي دبرت قبل أسابيع خلال زيارته إلى قطاع غزة، أكبر دليل على الانشقاق في الصف الفلسطيني الداخلي.

أما على المستوى الدولي؛ فالقرار الأميركي بنقل سفارة واشنطن إلى القدس الشريف لهو قرار مؤلم لنا كعرب ومسلمين، كما عبّر عن ذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلة صحافية خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة.

البعض من تيار من يدّعي المقاومة والممانعة في عالمنا العربي أو في بعض دول الإقليم كإيران أو تركيا وأتباعهما في المنطقة، كذبوا كذبة سمّوها «صفقة العصر»، وأنها ستفرض على الجانب الفلسطيني، على رغم نفي القيادات في السلطة الفلسطينية تعرضهم لمثل هكذا ضغوط، ولكن هؤلاء العملاء المتاجرين بالقضية الفلسطينية استمرّوا في ترديد هذه الأكاذيب، في محاولة لتهييج الشارع العربي ضد المملكة وبعض شقيقاتها العربيات كمصر ودولة الإمارات العربية المتحدة.

لقد استمر هؤلاء المتاجرون بالقضية الفلسطينية بالمزايدة والكذب والدجل بأنهم هم حماة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، أما إيران رأس حربة الدمار والخراب في منطقتنا فهي مستمرة بدغدغة مشاعر بعض الجماهير في الشارع العربي، ولكن عندما تتعرض المناطق الفلسطينية للاعتداءات الإسرائيلية لا نسمع لها صوتاً على أرض الواقع.

لم أفاجأ في كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح القمة العربية بالظهران حين أكد وبشكل واضح وصريح أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى، والمملكة تؤكد دائماً على هذا الموقف وليس وليدة اليوم في نصرة الشعب الفلسطيني، فدماء شهدائنا امتزجت وعطرت الثرى الفلسطيني في حرب 1948، لقد استمعنا من بعض الأبواق إلى أن قمة الظهران ستكون «قمة التطبيع»، وأتى الرد على لسان الملك سلمان في القمة عندما أطلق عليها «قمة القدس»، وقدم معونات سعودية للشعب الفلسطيني بحدود 200

مليون دولار. نعم، هذا هو التطبيع الذي كانوا ينتظرونه وأتاهم الرد المناسب، وهذا ليس بغريب على المملكة ذات الدور والثقل المحوري في الإقليم أو على المستوى الدولي.

هذه هي البداية السعودية بنصرة القدس وشعبها في هذه الدورة للجامعة العربية التي تترأسها الرياض لمدة عام، ستكون علامة فارقة في مسار القضية الفلسطينية، التي أكد الملك سلمان أن الحل يجب أن يكون على أساس قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية التي قدمتها الرياض في قمة بيروت عام 2002 وتبنتها الجامعة العربية.

المغالطون والأبواق الإيرانية في المنطقة لا يريدون هذا الموقف السعودي الواضح المقترن بالقول والفعل، وسيقطع دابرهم في توظيف هذه القضية الإنسانية لمصالح إيران في المنطقة وتأجيج حالة التطرف والإرهاب في المنطقة.
المصدر: الحياة