هاني الظاهري
هاني الظاهري
كاتب ومستشار إعلامي.. مؤسس مجموعة تسويق الشرق الأوسط للاستثمار.. رئيس مركز الإعلام والتطوير للدراسات

«كوسا» في المطبخ القطري!

آراء

مع بدء المحاسبة الخليجية لنظام قطر على خلفية دعمه الإرهاب، ومراجعة أبرز محطات تآمره التاريخي على الجيران، عاد إلى واجهة الأحداث ملف محاولة الاغتيال الشهيرة التي استهدفت الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله عندما كان ولياً للعهد، وأشارت الأدلة إلى وقوف نظام الرئيس الليبي الهالك معمر القذافي خلفها بالتعاون مع بعض المرتزقة في لندن.

الجديد في هذا الملف هو ظهور دلائل تؤكد تورط نظام قطر في الجريمة، خصوصا بعد ثبوت أن مدبر خطة محاولة الاغتيال ضابط المخابرات الليبي «موسى كوسا» يقيم بشكل سرّي في الدوحة تحت حراسة النظام القطري، إذ تمكن مراسل قناة bbc من تصويره في أحد المطاعم الفاخرة في قطر وعند الاقتراب منه لإجراء حوار مفاجئ معه ظهر حارسه القطري مبعداً المراسل، وقد تم عرض مشاهد من الحدث على شاشة القناة في وقت سابق بحثاً عن أجوبة لدى نظام الدوحة الذي فضل التكتم على الموضوع.

معالي المستشار في الديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية «سعود القحطاني» فجر عبر حسابه الشخصي في تويتر قنبلة من العيار الثقيل بكشف تفاصيل جديدة عن محاولة الاغتيال المشار إليها، مؤكداً ضلوع النظام القطري ممثلا في الأمير السابق حمد بن خليفة فيها، إذ عمل آل ثاني مع القذافي على إتمام خطة الاغتيال ووظف لصالحها مرتزقة لندن الهاربين من السعودية (الفقيه والمسعري ورفاقهما) لأنهم كانوا يعملون تحت إمرته وتمويله، ولايمكن لنظام القذافي أن يستعين بهم دون موافقة الدوحة.

القحطاني كشف عن تفاصيل مهمة جدا حول عملية التنسيق لمحاولة الاغتيال، إذ أوضح أن أوامر حمد بن خليفة صدرت لمرتزقة لندن بتنفيذ كافة المهام التي يأمرهم بها العقيد الليبي محمد إسماعيل (الذي يعمل بدوره وفق توجيهات العقل المدبر للمخطط موسى كوسا)، وهو أمر يتفق مع ما توصلت إليه نتائج التحقيق البريطانية سابقا، إذ نشرت صحيفة اندبندنت نهاية مارس من عام 2016 تقريرا خاصا أوضحت فيه أن «الوكالة القومية البريطانية لمكافحة الجريمة ومكتب مكافحة الإرهاب تحركا لمطالبة المدعو محمد المسعري بتسليم 600 ألف جنيه إسترلينى تلقاها من النظام الليبى السابق، للتآمر على اغتيال الفقيد الراحل، من خلال استهداف موكبه بقذيفة صاروخية».

وقبل نحو 3 أشهر جمدت الحكومة البريطانية أملاك المسعري بسبب هذه القضية التي مازالت التحقيقات فيها متواصلة، خصوصا بعد تسجيل اعترافات وسيط أمريكي في العملية هو«عبدالرحمن العمودي» الذي يقضي عقوبة السجن لمدة 23 سنة في الولايات المتحدة بموجب صفقة عقدها مع السلطات الأمريكية تخفف عنه العقوبة مقابل الإدلاء بأسماء المتورطين والمخطط كاملا، ولعل الأيام القادمة حبلى بالمزيد من الفضائح التي تلف حبل المشنقة حول عنق النظام القطري الغارق حتى أذنيه في دعم وتمويل الإرهاب والجريمة الدولية.

المصدر: عكاظ