سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

كيف أثرت حملة «الجزيرة» على الإمارات؟!

آراء

قناة «الجزيرة» تحوّلت إلى بوق دعائي للإرهابيين أولاً، ثم أداة من أدوات الفتنة والتحريض ثانياً، ومن ثم إلى قناة محلية قطرية تنقل سياسة الدوحة التخريبية، وتهاجم كل شريف «حقيقي» يحاول التصدي لوقف مراهقات قطر السياسية وخططها التخريبية عند حدها.

وبما أن هذا الأمر أصبح واضحاً ومكشوفاً عند ملايين المشاهدين في كل مكان، إلا تلك الفئة الحاقدة والمنبوذة، فالجزيرة عملياً فقدت تأثيرها، ولم تعد قناة إعلامية مهنية تهتم بالرأي والرأي الآخر كما تدعي، بل وسيلة إعلامية قطرية متخلفة حالها حال بقية الإعلام الرسمي القطري!

هذا ليس استنتاجاً يفتقر إلى الدقة، وهو ليس كلاماً عاطفياً بعيداً عن الواقع، بل هو حقيقة أكيدة، ولكي نثبت ذلك دعونا نستعرض ما حدث وبالأرقام، فمنذ سنوات و«الجزيرة» تهاجم الإمارات، ووفق حملة إعلامية ممنهجة، بدأتها بطريقة تدريجية غير مباشرة، ثم تحولت منذ اندلاع الأزمة القطرية إلى طريقة فجة ومباشرة، استخدمت فيها جميع ما تملك من أدوات ووسائل وبرامج ومذيعين، وبشكل يومي مركز، لم تترك وسيلة فبركة أو كذب أو تزوير لم تلجأ إليها، ولم تترك حاقداً أو كارهاً للإمارات ولم تستضفه، استخدمت كل شيء، ودخلت بكل ثقلها لمحاولة ضرب اقتصاد الإمارات وتشويه سمعتها، والإساءة لقادتها من أجل زعزعتها وزعزعة ثقة العالم فيها، فماذا كانت النتيجة؟ وما الذي وصلت إليه «الجزيرة» بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الحملة الإعلامية الشرسة والإساءات المستمرة للإمارات؟

النتيجة هي أن جواز السفر الإماراتي أصبح الأول عربياً والـ22 عالمياً من حيث القوة خلال 2017، والإمارات هي الدولة العربية الوحيدة ضمن أفضل 10 دول في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2017، ودبي أصبحت تحتل المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا كوجهة مثالية!

ورغم صراخ وتلفيق الجزيرة، استطاع مطار دبي الدولي الذي احتفظ بلقبه كأضخم مطارات العالم بأعداد المسافرين الدوليين للعام الثالث على التوالي، تعزيز مكاسبه خلال العام الجاري في إطار سعيه إلى تقريب المسافة بينه وبين مطاري «أتلانتا» الأميركي و«بكين» الصيني، على صعيد تبوؤ المركز الأول لجهة إجمالي حركة المسافرين، وليس على صعيد المسافرين الدوليين فقط!

وخلال الفترة بين يناير ويوليو من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2016، وهي تقع في الفترة التي صعّدت فيها «الجزيرة» حملتها ضد الإمارات، استطاع المطار أن يضيف نحو ثلاثة ملايين مسافر جديد إلى رصيده، مقابل 755 ألف مسافر جديد لمطار «بكين العاصمة»، ونحو 219 ألف مسافر جديد لمطار «هارتسفيلد أتلانتا»!

والناقلات الوطنية الإماراتية «طيران الإمارات»، و«الاتحاد للطيران»، و«فلاي دبي»، و«العربية للطيران»، سيّرت في الإجمال 40 ألفاً و349 رحلة جوية منتظمة إلى مختلف المطارات العالمية خلال شهر يوليو الماضي، بما يزيد على 54.5 رحلة كل ساعة، أي ما يعادل رحلة جوية منتظمة كل 66 ثانية!

وبحسب دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، فإن الإمارة استقبلت 9.2 ملايين زائر دولي خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وارتفع عدد المنشآت الفندقية في دبي ليصل إلى 679 منشأة، مقارنة بـ675 منشأة بنهاية الشهر ذاته من العام الماضي، فيما وصل إجمالي عدد الليالي الفندقية إلى 16.65 مليون ليلة، بنسبة نمو بلغت 5.05%.

وفي شهر يونيو الماضي سجلت أبوظبي نمواً بنسبة 30% في عدد نزلاء منشآتها الفندقية خلال شهر يونيو مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2016، واستقبلت الإمارة 396.5 ألف نزيل فندقي في يوليو بنمو قدره 4%، مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، وارتفع عدد نزلاء فنادق أبوظبي خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017 بنسبة 7%، ليصل إلى 2.7 مليون نزيل فندقي، مقارنة بـ2.5 مليون نزيل في الفترة نفسها من عام 2016!

مثل هذه الأرقام الحقيقية الواقعية لن نشاهدها على قناة الجزيرة، لكنها تعكس الثقة الحقيقية للعالم في الإمارات، وتُثبت أن العالم لا يكترث بالسرد الموجّه المبني على وهم وكذب يسهل اكتشافه، لا نريد من «الجزيرة» نشر أرقامنا، ولكن على أقل تقدير نريد منها أن تطلعنا على الأرقام المشابهة في قطر ووضعها الاقتصادي الحالي ومنذ بداية المقاطعة، فهل تستطيع فعل ذلك؟!

المصدر: الإمارات اليوم