محمد حسن المرزوقي
محمد حسن المرزوقي
كاتب اماراتي

كُتّاب معرض الشارقة

آراء

يقبع مقهى كُتّاب في زاوية من زوايا معرض الشارقة للكتاب، وبالتحديد «يساراً جهة القلب». والمقهى الذي يقدم لزبائنه القهوة والكتاب معاً ليس سوى فكرة عبقرية أخرى من أفكار دار كُتّاب الإماراتية لجعل القراءة وارتياد المكتبات عادة يومية لا تختلف كثيراً ـ أو حتى قليلاً ـ عن عادة احتساء القهوة وارتياد المقاهي. الجميل في هذا المقهى أنك تستطيع أن تستمتع بكوب «إسبريسو»، وتستمع، في الوقت نفسه، إلى «حكايات خرافية» على لسان رواد المقهى وزواره من الكُتّاب أو حتى «على لسان الطائر الأزرق»!

ودار كُتّاب إن شئتم هي «الغيمة رقم 9» التي يجب أن نصلّي حتى لا تنقشع من سماء الساحة الثقافية في الإمارات. فمنذ ولادتها قبل أعوام أصبحت «أيقونة حلم»، وأصبح معها «للحياة مذاقاً آخر».

ركن دار كتاب في معرض الشارقة هذا العام مكتظّ بالكتب والإصدارات الجديدة، هذا غير الحديث الذي يفتحه صاحب الدار جمال الشحي مع زواره عن الكتب: فلكل كتاب حكاية، ولكل حكاية مصدر، والمصدر قد يكون «فلسفة مراهق» أو سراً من أسرار «بنات السكن».

ثم قد تخرج من عنده بكتاب، وقد تخرج بأكثر، وقد تخرج بحكايات جمال الشحي فقط وأنت سعيدٌ بسماعها. فلا أجمل في مثل هذه التظاهرات الثقافية من لقاء الأصدقاء، والاستماع إلى حكاياتهم التي تبقى حيّة في داخلك مثل «خربشات على القلب».

مررت على دار كُتّاب في أول يوم من أيام المعرض، وخرجت بثلاثة إصدارات جديدة: كتاب «الأكول» للكاتب الساخر أحمد أميري، وهو مجموعة من النصوص الفكاهية التي لا يُنصح بقراءتها وأنت تأكل؛ لأنك قد تغصّ ـ لا قدّر الله ـ وتموت من الضحك. السخرية التي يمارسها أميري في هذا الكتاب ليست تنكيتاً سطحياً على بعض ظواهر ومظاهر المجتمع، مثل المبالغة في الكرم والإسراف، وقلة تقدير أطفال البيت، مقارنة مع الضيوف.. إلخ، ولكنها نقد جاد مقدم على شكل وجبة لذيذة!

أما الكتاب الثاني فهو «37 درجة مئوية» للدكتور عمر الحمادي، والكتاب عبارة عن: قصّة، سيرة، تاريخ، نقد.. وأمور أخرى سجلها الكاتب على مدار 10 سنوات في الغربة. غير أن الحمادي لا يشعرك بأنّه على علاقة بكل هذا، وتشعر وأنت تقرأ الكتاب بأنك بطل هذه الأحداث أو بعضها.

وثالث هذه الكتب «مذكرات فارسة عربية» للدكتورة مريم الشناصي، وهذا من الكتب النادرة التي تأسر قارئها منذ سطورها الأولى. تتناول الشناصي في هذا الكتاب سيرة إماراتية تتعلم الفروسية في عمرٍ متأخر، وتقول إنها التقت بطلة الرواية في إحدى رحلاتها الجوية، وتحدثت لها عن تجربتها المثيرة تلك بكل تفاصيلها.

ملاحظة: جميع العبارات المحاطة بأقواس هي عناوين لكتب معروضة في ركن دار كُتّاب للنشر في معرض الشارقة للكتاب.

المصدر: الامارات اليوم