علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

للعمائم السود: هنا منى

آراء

لست في حاجة إلى إقناع ملالي طهران، وعمائمها وسادة سياستها، بما تفعله المملكة من أجل الحج. نحن لسنا معهم في مبارزة إعلامية لتوضيح الجهد الوطني الهائل، ويكفي أننا على مشارف اليوم الأخير من شعائر هذه الفريضة ولم تسجل حادثة واحدة تستحق الرفع، وفي الجواب على: لماذا؟ لأن إيران السياسية لم تحج. 

دع هذا كله، اعتبروا ما أكتبه هذا الصباح جزءا من هذه المبارزة، حتى ولو اعترفت بأن إيران نجحت في سحب أقلامنا إلى ما لا تريد أقلامنا أن تكتب. 

يقول المحلل السياسي الإيراني، علي جوادي، ما قبل الأمس على قناة (press) الفضائية، إن أكثر من 200 حاج قضوا نحبهم يوم عرفة بسبب الإعياء من ضربات الشمس، مجادلا بأنها حالات مرضية بسيطة لا تحتاج إلى هذا الإهمال المريع لعلاجها على يد ممرض في أقرب خيمة طوارئ. كذبة كبرى لا يجاريها سوى عبارة (ويرى بعض المحللين) التي يلجأ إليها بعض الإعلام عند تسويق الدجل والكذب. ومع هذا، دعوني أمشي مع هذا المحلل الهمام إلى (آخر الشاطئ)، مفترضا صدق ما يهذي به. كل شيء نستطيع أن نفعله من أجل الحاج سنفعله حتى مع التقصير ونقص الكمال. ولكننا، لا نستطيع أن نتحكم في درجة حرارة الشمس ولا تغيير المناخ ولا حتى نقل مناسك الحج وأماكنه إلى العتبات المقدسة في جبال إيران الشمالية، حيث يحج الولي الفقيه الذي لم يأت إلى مكة المكرمة منذ استلامه المنصب، لا في زمن العلاقات ولا في وقت القطيعة. 

لا نحن، ولا أنت أيها المحلل، نستطيع أن نحجب الشمس بغربال فوق عرفات أو منى، أو فوق الحقيقة التي يقول بعضها ما يلي: 

البلد الذي تزعم أنه فشل في علاج ضربة شمس هو البلد الذي أجرى 25 عملية قلب مفتوح، وفي قلب المشاعر المقدسة، حتى لا يحرم الحاج من أداء الفريضة التي جاء من أجلها ولو بالنقل إلى أقرب مستشفى خارج حدود كل شعيرة ونسك. وحتى الأمس تم إجراء 291 عملية قسطرة قلبية، وأيضا داخل حدود المشاعر، مثلما تم عمل 1613 دورة غسيل كلوي حتى مساء يوم عرفة. هو ذات الجهاز الطبي الذي استقبل خلال 4 أيام فقط 281 ألف حالة مرضية من الحجيج، ولك أن تقارن هذا الرقم الأخير وحده مع عدد كل الحالات المرضية التي تستقبلها كل مشافي طهران العاصمة في عام مكتمل. 

سأسوق لك الحقيقة الأخيرة من أن المملكة أكبر مستورد في العالم لجهاز التبريد الدموي الذي يستطيع خفض حرارة المريض 5 درجات في ظرف 3 دقائق عبر الوريد، وهو واحد من أغلى الأجهزة الطبية التي تعود للمخازن مباشرة بعد ثالث أيام الحج. هذا البلد يفعل للحجيج في ظرف 5 أيام فقط ما لا تفعل إيران عُشره في 37 سنة من ثورة العمائم السوداء فوق اللسان الأسود.

المصدر: الوطن