لماذا يلعبون الغولف؟

آراء

مع المساحات الخضراء الشاسعة، التي تحتلها ملاعب الغولف، يحق لنا أن نتساءل عن سر تعلق لاعبي الغولف بهذه الرياضة، فبالنسبة لهم تتعدى هذه اللعبة مسألة رمي كرة بحجم البيضة في حفرة بغرض تسجيل الأهداف، فهم – كما يدعون – يعيدون الصفاء إلى أذهانهم من خلال التحدي وإثبات قدرتهم على التركيز واختيار الأهداف، ومن ثم تنفيذ الضربات. والشاهد على صحة هذا الادعاء هو تلك القصة المشهورة التي تداولها الإعلام الأميركي حول الانتقادات التي طالت الرئيس الأميركي باراك أوباما، لأنه توجه لممارسة لعبة الغولف مباشرةً بعد إلقائه خطاباً حزيناً حول حادثة قتل الصحافي الأميركي على يد «الدواعش»، وكان رد البيت الأبيض أن الرئيس توجه للعب الغولف حتى يصفي ذهنه، ويخفف الضغط الذي يتعرض له جراء وظيفته المليئة بالمتاعب، وأن الأنشطة الرياضية هي بغرض الترفيه وأسلوب جيد لتصفية الذهن.

يربط الكثير منا ممارسة الرياضة ببرامج فقدان الوزن أو كسب اللياقة وبناء العضلات، ويغيب عنا دورها النفسي باعتبار أن الروحانيات تقتصر على ممارسة العبادات الدينية والشعائر، غير أن الدراسات العلمية الحديثة تشير إلى فاعلية ممارسة الرياضة البدنية بصفة مستمرة ومنتظمة في تحسين الحالة العاطفية، وتنشيط الذاكرة، وتعديل المزاج.

يقول الدكتور فاروق عبدالوهاب، في مقدمة كتابه «الرياضة صحة ولياقة بدنية»، إن «الرياضة جزء من الأمن القومي، لأنها وسيلة فعالة للتربية وتعديل السلوك، ومع دورها في اكتساب اللياقة البدنية فهي بالإضافة إلى ذلك تسهم في تقليل كلفة العلاج على الدولة، وبالتالي زيادة الناتج القومي، الذي يتعثر بسبب الأمراض المزمنة التي تصيب الفرد، وتجعله عاجزاً عن العطاء والعمل»، ثم عرج الكتاب على حالة سائدة في مجتمعنا، لأشخاص يندفعون في التمارين الرياضية بحماس شديد، والنتيجة تكون إصابتهم بالإنهاك وترك النشاط الرياضي، أما عن تجربتي غير السارة في الحصص المدرسية للتربية الرياضية، فيمكنني وصفها بساعات مهملة غير ذات قيمة اقتصرت في النشاط على كرة قدم، يرميها مدرس التربية الرياضية لنقضي بها الساعة المقررة في الركل والرفس.

المصدر: صحيفة الإمارات اليوم