سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

«لوفر أبوظبي».. إرث زايد في حب السلام

آراء

هو ليس مكاناً لعرض التحف الأثرية النادرة، واللوحات الفنية القيّمة لفنانين عالميين خالدين، هو أكثر من ذلك بكثير، فمتحف اللوفر أبوظبي، الذي افتتح الأربعاء الماضي، هو نقطة إشعاع عالمية، ترسل المحبة والتسامح، وتمد جسور الصداقة ووسائل المودة والوئام، من دولة الإمارات إلى مختلف الدول في القارات كافة، وتبعث برسالة راقية واضحة، مفادها أن الفن قد يحقق ما فشلت فيه السياسة، عبر تكريس الحوار والتمازج الحضاري والثقافي بين شعوب العالم.

«لوفر أبوظبي» صرح ثقافي عالمي في العاصمة الإماراتية، وهو أكبر ردّ على أولئك الذين يريدون تدمير الإنسانية، لأنه يمثل جسراً للجمال الفني، الذي يوصل قارات العالم والأجيال البشرية ببعضها بعضاً، هذه هي الحقيقة، وهذه هي الرسالة الحقيقية لمتحف اللوفر، كما قالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

«لوفر أبوظبي» مفخرة ثقافية ومحطة فنية ستجمع الشرق والغرب، وهو يمثل رؤية وسياسة دولة الإمارات في محاربة الظلام بالنور، ومحاربة الجهل بالفنون، ومحاربة التطرف الفكري بالجمال الفني، ويلبي الدعوة التي تطلقها الإمارات دائماً للتحالف بين الشرق والغرب، لحماية الحضارة الإنسانية من أعدائها، إنه بالفعل رمز للتلاقي الفكري والإنساني، وعنوان للتسامح والتواصل.

مخطئ من يعتقد أن الفنون والجمال لا علاقة لهما بشخصية الإنسان، بل هما عنصران مهمان في تطوير وتنمية مداركه ومشاعره وأحاسيسه، هما اللذان يجعلانه راقياً بذوقه وأخلاقه، وهما اللذان يبعدان عنه القسوة غير المحمودة في القلب، وهما اللذان ينميان عقله ويجعلانه أكثر قرباً من الإنسانية، ولأخيه الإنسان، دون تمييز ودون عنف أو كره.

ولذلك، فإن «لوفر أبوظبي» يمتلك نهجاً متميزاً متفرداً بعيداً عن التقسيم الجغرافي، فهو يقدم الأعمال الفنية بحسب تسلسلها الزمني، ويشكل فرصة ثمينة لاستكشاف العلاقات التي تربط بين حضارات وثقافات عالمية، والمتحف يتسم بطابع عالمي يتجاوز حدود الجغرافيا والانتماءات، وهذا النهج يتناسب مع توجهات دولة الإمارات، ويعكس في الوقت ذاته أهميتها موقعاً جغرافياً، وملتقى يربط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.

متحف اللوفر أبوظبي متفرد في نهجه البعيد عن التقسيم الجغرافي، والذي يقدم الأعمال الفنية بحسب تسلسلها الزمني، ويعتبر فرصة لاستكشاف العلاقات التي تربط بين حضارات وثقافات عالمية، الأمر الذي يمنح المتحف طابعه العالمي، متجاوزاً حدود الجغرافيا.

هو إنجاز حضاري وثقافي وعالمي جديد، يثبت دون شك رقي دولة الإمارات، ورقي قادتها وشعبها، ويثبت مجدداً حبها للسلام، ودورها الفريد في خلق توازن بين الشعوب والأمم والديانات، إضافة إلى تكريس رسالتها السامية الداعية للمحبة والتلاحم والتحالف بين الحضارات، بدلاً من صراعها كما يريد الجاهلون!

وبعد اكتمال هذا الصرح الفريد في شكله وتصميمه ومحتواه ومضمونه، لا يسعنا جميعنا إلا أن نصدح بصوت واحد، ونكرر ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في حق ذلك الرجل الذي وقف خلف هذا الإنجار باسم شعب الإمارات، وباسم كل عاشق للحياة والفن والجمال والخير والسلام: نشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، الذي وقف خلف هذا المشروع، ليدفع العالم حضارياً وثقافياً للأمام، هذا المشروع يمثل جزءاً من إرث زايد الذي يحمله محمد بن زايد في قلبه.. إرث زايد في حب الإنسانية، وخلق التقارب والتواصل بين البشر والحضارات.

المصدر: الإمارات اليوم