مؤامرة تويتر!

آراء

يبدو أن تويتر يعمل عندنا مثل المنشار، طالع نازل مؤامرات! فكما جاءوا ببرامج تسهل عليك شراء متابعين وهميين -من أجل الفشخرة- خرجوا علينا ببرنامج آخر يكشف من يشتري المتابعين الوهميين. من جهة يغرونك بالخطأ ومن جهة أخرى يفضحون سرك على الملأ! كل هذا يأتي في صميم المؤامرة الأمريكية الصهيونية الأنجلوسكسونية التي تهدف لخلق الفتنة بيننا لتقسيمنا وإضعافنا.

فبعد أن قسّموا أوطاننا وخلقوا فتنة بين الجار وجاره العربي هاهم اليوم يخلقون فتنة جديدة بين رواد تويتر السعوديين! فقد انقسمنا في تويتر إلى فريقين: فريق يفحط ليل نهار؛ يحاور خصوم الفكر ويرتفع ضغطه في الرد على تهم المخالفين، ثم يظل يراوح في دائرة الأرقام الصغيرة من المتابعين. وفريق تتضاعف أعداد متابعيه فجأة كما لو أن كل “عطسة” تأتي لصاحبها بألف متابع! والآن انكشف المستور فصار بعضنا يخشى أن يكثر عدد متابعيه فجأة لكيلا يأتيه السؤال بغتة: الأخ شاري؟ أجيب مباشرة: لا يا خوي، غلطان. دور على “شاري” بعيداً عنا!

لكنني صدقاً أستغرب من بعض أولئك الذين يٌقيمون الناس حسب مظاهرهم التي منها أعداد المتابعين على تويتر. بل إن البعض يشير إلى أرقام متابعي بعض الوعاظ على تويتر كدلالة أخرى على أهمية فكرهم وقوة حضورهم في المجتمع. ومن يستطيع إنكار هذه الحظوة التي ينالها بعض الدعاة والوعاظ في مجتمع تربى أبناؤه على الانجذاب لخطاب يجيد أصحابه التواصل مع مجتمعهم؟ غير أنني لا أرى فارقاً بين من يستدين من أجل شراء سيارة فارهة كي يلفت بها أنظار الناس وبين من يشتري “جمهورا” وهميا على تويتر. فالعبرة هنا بمحتوى المرء من حكمة وعلم ومعرفة وليست بمظهره أو عدد المعجبين به. وإن كانت كثرة المعجبين هي مقياس الوجاهة والعلم والمعرفة فيا حظها: الليدي غاغا ومن في معيتها!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٥٠) صفحة (٢٨) بتاريخ (١٠-٠٨-٢٠١٢)