سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

ماذا لو لم يتدخل التحالف في اليمن؟

آراء

قبل أن نتعرف إلى نتائج التدخل العسكري لقوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، بعد مرور عام كامل، علينا الإجابة أولاً عن أهم سؤال جوهري في هذا الشأن، وهو كيف ستكون اليمن، اليوم، لو لم تتدخل قوات التحالف لتعيد الشرعية وتدحر الانقلابيين؟!

كان هناك مشروع واضح، متمثل في تحويل تلك الدولة العربية الأصيلة إلى دولة على النمط الإيراني، مكونة من طرفي الانقلاب، على أساس أن الحوثي هو المرجعية والمرشد الأعلى للدولة الإسلامية، ونجل المخلوع علي عبدالله صالح، هو رئيس الدولة، ولنا أن نتخيل حجم الخطر الحقيقي، الذي كان يحيط باليمنيين قبل الدول المحيطة، وحجم الضرر ومتاهات تهديد الأمن والاستقرار لو نجح هذا المشروع، ولاشك في أن هذه الأضرار ستتعدى الإقليم، لتشمل العالم بشكل عام.

هذا ما كشفه وزير الإعلام اليمني، الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي، الذي قال إن طابع هذا المشروع كان واضحاً ومعروفاً بوجود مستشارين إيرانيين، وضباط ومستشارين من «حزب الله» منذ فترة طويلة، لكن هذا المشروع (تبعية ولاية الفقيه)، أصبح اليوم في عِداد الموتى، بعد أن تمكنت قوات التحالف من هزيمته.

التدخل العسكري لدول التحالف، وقبل ذلك كله، هو تدخل شرعي متوائم مع القوانين الدولية، فهو جاء بناء على طلب رسمي من الحكومة الشرعية اليمنية، واستناداً إلى المعاهدات العربية، ويهدف إلى إعادة الاستقرار إلى اليمن، ومواصلة دوره الحيوي في المنطقة، ويجنبه الوقوع في براثن الإرهاب والجماعات الإرهابية، التي تعيث في المنطقة فساداً، كما أنه تدخل لتجنيب تحول اليمن إلى دولة فاشلة، أو الوقوع في النزاعات الأهلية التي ستغرق المنطقة في دوامة من العنف.

واليوم، وبعد مرور عام على التدخل العسكري في اليمن، فإن النتائج كافة تصب في مصلحة الشرعية، ومصلحة المواطن اليمني، ومصلحة المنطقة واستقرارها، وأولها فشل المشروع الإيراني، وسيطرة الحكومة الشرعية اليمنية على أكثر من 85% من أراضي اليمن، وأصبحت كل الأطراف اليمنية تتحدث عن الحلول السياسية، بعد أن كان الانقلابيون يتعجرفون، ويمعنون في استخدام لغة الرصاص والقوة.

التدخل العسكري في اليمن أعاد الأطراف اليمنية كافة، إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، للسير في العملية السياسية التي تضمن أمن واستقرار اليمن، فدول التحالف العربي تدعم أي حل سياسي قائم على المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216.

وبعد عام من التدخل، يحق لنا أن نفخر ونعتز بقواتنا المسلحة، التي شاركت بفاعلية في تحرير مدن جنوب اليمن، وأثبتت قدرة وكفاءة عسكرية عاليتين، قواتنا المسلحة التي تؤمن كما يؤمن قادة الإمارات بنصرة الحق، وإرساء العدل، ونجدة المظلوم، ودحر الظالم، لذلك فهي نفذت المطلوب منها على أكمل وجه، لإيمان الجميع بعدالة القضية، وخطورة الوضع، وحماية الوطن.

جنودنا البواسل قدموا أرواحهم فداء للأمن الوطني، ودفاعاً عن الشرعية في اليمن، وأثبتوا للعالم كله أن الدول العظمى ليست بحجمها وعدد سكانها، بل برجالها المخلصين وجدارتهم وكفاءتهم، التي أهّلتهم للقيام بدور نوعي في الحرب اليمنية.

بعد هذه النجاحات الميدانية المذهلة، يحق لنا التفاخر برجالنا البواسل، فما قدموه يستحقون عليه كل التقدير والشكر والاحترام، والمهمة مازالت مستمرة في مساعدة ودعم الحكومة اليمنية، لبسط سيطرتها على المناطق المحرّرة، والإسهام في إعادة إعمار عدن وبقية المناطق، ولا عزاء للانقلابيين والخونة!