أمجد المنيف
أمجد المنيف
كاتب سعودي

ماذا يعني أن تكون نصراويا؟

آراء

أؤمن تماما أن هناك بعض الصفات الفطرية أو المكتبسة، وغير الصفات، تلازمك طوال مسيرة الحياة، فالتلبس بها، أو تلبسها لك، يعني الاستمرارية والديمومة، حتى انتهاء طابور العمر.. فالصحفي “الحقيقي”، على سبيل المثال، لا يمكن أن يكون غير ذلك، مهما تقادم به العمر، وتغيرت الظروف، وهذا الأمر ينطبق على أخريات، تشرق جليا متى ما رفعنا أجهزة الاستشعار لملاحقتها.

تشجيع نادي النصر، هو الآخر، أحد أهم الأشياء في الحياة التي لا يمكن الفكاك منها، مهما زعمنا ذلك، أو توقفنا عن الاهتمام، أو غضبنا في فترات خبا فيها توهج الشمس، وهربنا إلى “اللا مبالاة”.. ولعل البون الشاسع بين اللقب الأخير للنصر، المتمثل بحصوله على لقب الدوري قبل أيام، وبين آخر مرة ظفر بها على الكأس قبل عقود، وما تضمنت الفترة الزمنية من كل ألوان الانتكاسات، والمتغيرات، والأحداث، ورحيل أسماء واستبدالها بغيرها، والحقد و”الزعل” والفرح الضئيل، والصراخ والبكاء والندم وحتى الموت، ليجسد بوضوح علاقة الالتصاق الروحي.. ويختصر في “فريق” كل تعريفات الانتماء والولاء، والصبر، وإدارة الأزمات!

تغلب الفريق على كل شيء، وعلى نفسه أولا، وعلى الحقد المحيط به، والتخوينات التي تسكن أطراف حضوره، و”الشلليلة” بمختلف أنواعها، وعلى الأصوات النشاز التي تخلت عن الكثير من الأخلاقيات، لمجرد الاختلاف، ولا لشيء آخر.. على الذين دفعوا من أجل أن يسقطوه فسقطوا، على الأقلام المأجورة، التي كانت تكتب بوعي وغير وعي، وبتوجيه مباشر وغير مباشر، على بائعي الكلام المتصدرين للشاشات، على الأرقام والتوقيت والظروف، على كل شيء؛ كل شيء..

بعض الأشياء في حياتنا، لا تحتاج أرقاما لتبرهن صدقها أو قوتها، وإنما الواقع يفرض ذاته، بقوة الحضور، والتأثير، والاستعمار لكل مشاهد أيامنا.. وهذا بالتحديد، مثلما فعل النصر بكل شيء، عندما قرر أن يكون بطلا، بل قبل أن يقرر، منذ بداية الموسم، وهو يسكن كل الأماكن، ويخطف قلوب الناس من مختلف العالم! فمبارك لجماهير الشمس، ولا أكثر من الفرح. والسلام.

المصدر: الوطن أون لاين