محمد الرطيان
محمد الرطيان
أديب وصحفي سعودي

ما فات “أليس” من العجائب ؟!

آراء

أليس في بلاد العجائب : قصة خيالية كتبها للأطفال معلم الرياضيات الانجليزي ” تشارلز دودجسون ” . تمت ترجمتها لأكثر من ٧٠ لغة حول العالم ، وهي من أكثر الكتب مبيعاً منذ نشرها عام ١٨٦٥م .

تعالوا لنبحث عن بعض العجائب التي فاتت على الصبية ” أليس ” لنرويها لها نيابة عن معلم الرياضيات :
(1)
في بلاد العجائب يرتبط الرجل بفتاة من بلاد بعيدة ، لا يعرف أصلها ولا فصلها ، ويقبل المجتمع هذا الارتباط . وعندما يفعلها مع فتاة من بلاده – تشبهه ولها نفس طباعه – تبدأ شروط الأصل والفصل والطبقة الاجتماعية والنسب والطائفة.. وألف شرط آخر !

(2)
في بلاد العجائب عندما يحدث تجاوز أو يرتكب خلل في إحدى المؤسسات : تقوم المؤسسة نفسها بتشكيل لجنة لتحقق مع نفسها وتعلن في النهاية براءتها مما حدث !

(3)
في بلاد العجائب يتحول أحدهم – خلال عام – من مديونير إلى مليونير ولا يسأله أحد : من أين لك هذا ؟
(4)
في بلاد العجائب : بضاعته من تاجر ( بوذي ) من الصين ، والسائق الذي ينقل اطفاله ( هندوسي ) وعامله ( سيخي ) .. ومع هذا يرفض إيجار عقاره لمواطنه المسلم ، لأنه من طائفة غير طائفته !

(5)
في بلاد العجائب يسمون اللص بـ ( الأمين ) ! وعندما يعترف أحد ( الأمناء ) بسرقة ٤٠٠ حديقة عامة لا يسألون أنفسهم : أين الوزارة المعنية بهذه الحدائق وكيف صمتت عند فقدانها ؟… عند أي قاض – أو كاتب عدل – نقلها باسمه وحولها من ملكية عامة إلى ملكية خاصة ؟… من هم شركاؤه ؟!!
في بلاد العجائب تنتهي القضايا بشكل عجيب .

(6)
في بلاد العجائب لا توجد « دار عرض « واحدة ، ومع هذا هي أكبر سوق لبيع الأفلام في العالم ، ورجال أعمالها هم المُلاك لكافة القنوات التي تعرض الأفلام في المنازل بالمجان !

(7)
في بلاد العجائب :
مسئول السياحة يقضي إجازته في الخارج .
ومسئول الصحة لا يعالج إلا في مستشفى أجنبي .
ومسئول التعليم يرسل أبناءه إلى مدرسة خاصة.

(8)
في بلاد العجائب تحتفي مدرسة ثانوية واحدة , من مدينة واحدة , بثمانية وزراء تخرجوا منها .

(9)
في بلاد العجائب من الممكن أن تجد كاتب رأي يُطالب بالتضييق على رأي آخر !

(10)
في بلاد العجائب يوجد مؤسسة كاملة باسم ( مؤسسة السكك ) الحديدية : لإدارة قطار واحد .. يتعطل مرتين في كل رحلة !

ملاحظة : الصبية “أليس” أغمي عليها من هول ما سمعت ، واكتشفت بشكل متأخر أنها لم تذهب لبلاد العجائب . وهي الآن ترقد على السرير الأبيض في مستشفى الشميسي ، ليس بسبب حالة الإغماء التي أصابتها ، ولكن بسبب خطأ طبي !!

نقلاً عن “المدينة” السعودية