مترو الرياض لا تأخير ولا تأجيل

آراء

لا شك لدي أن حجم الإنفاق الحكومي في التنمية ببلادنا كبير جداً، بل يصعب حصره، كمثال بسيط كم جامعة جديدة انضمت للجامعات السبع سابقاً، كم مطار يطور ويجدد الأن، كم مبتعث، كم طول سكك الحديد الجديدة من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب، كم مدرسة جديدة ومستشفى يقام ويحدث؟، سلسلة كبيرة لا يمكن حصرها في عهد الملك عبدالله متعه الله بالصحة والعافية. الأن مترو الرياض الذي أعلن عن انطلاقته الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض ونائبه، يجب وأكرر يجب أن نتفاءل ان الانطلاق لمترو الرياض سيكون تحولا استراتيجيا كاملا للرياض، وسيعقبه مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية، لن اتحدث عن السابق ولماذا تأخر، هي جملة أخطاء سابقة لا شك، ولكن لن يجدي الحديث عنها اليوم.

الأمير خالد بن بندر أكد وشدد على ان مشروع مترو الرياض سينجز خلال 4 سنوات اي 48 شهر بدءاً من ابريل 2014 بمعنى ننتظر نهايته وانطلاقته في 2018 في مايو منه. هو حلم جميل طال انتظاره سنوات، والأهم هو الإنجاز، كيف ؟ وجودته ؟ وخدمته ؟ وكفاءته ؟ وتغطيته ؟ هذه هي الأساسيات التي يحتاج هذا المشروع الذي سيكلف الدولة 84 مليار ريال تقريباً بكامل المشروع، وهذا رقم كبير يوازي ميزانيات دول صغيرة، ولكنه اصبح ضرورة كبيرة، ويجب رغم كل تأكيدات الإنجاز له بالموعد المحدد لكن يجب أن يشكل له لجنة متخصصة فقط تتابع إنجاز المشروع أو أي تعثر قد يواجهه، فنحن نعلم الإجراءات الحكومية الطويلة والمعقدة، وحتى العقبات غير الحكومية من مشاكل أراض وصكوك وشوارع ومبان وغيرها. على سمو أمير الرياض، أن يكون متابعاً شخصياً، فقد سبقه الملك عبدالله شخصياً بمتابعة إنجاز جامعة نورة وأنجزت بموعدها أو قبله، وهذا هو المطلب الأساسي هو الإنجاز بكفاءة وجودة.

يجب ان يمسح مترو الرياض الفكرة السائدة عن تأخر المشاريع الحكومية لأننا لا نستحمل التأخير فهو مكلف نفسياً ومالياً ومجتمعياً، فتتزايد الزحام، وضغط الشوارع لم يعد يسمح بالمزيد، ونحن بحاجة من كل مسؤول بهذا المشروع من مهندسين وشركات على ان يجعلوا منه مشروعاً وطنياً لابد ان ينجز بكل كفاءة وبالوقت المناسب، أن نلغي فكرة “مشروع حكومي يعني متعثر” هذه يجب ان تصبح من الماضي، ومترو الرياض حاجة وطنية يقع عاتقها على أمير الرياض الذي نلمس منه ونائبه كل حماس ورغبة وإصرار على العمل والإنجاز، فلا يكفي رغبتهم وحماسهم وهي مهمة بالطبع، فالأهم هو المتابعة والإنجاز والمحاسبة للمتأخر وعدم التهاون. لا تراجع ولا نملك القدرة على التأخر والتهاون، أضع المسؤولية أمام كل مسؤول أننا لا نملك الوقت والمزيد من التأخر والتعطيل وهم من يملك القرار.

المصدر: الرياض