متى تنتشر الفوضى؟

آراء

متى تنتشر الفوضى وتنمو آفة الحقد وتكبر حدقة الكراهية؟

الإنسان بطبعه يسعى للتمحور حول الأنا الأعلى، بدءاً من المرحلة الطفولية؟ ويمثل الأب والأم الأنا الأعلى وانتهاء بالأشخاص الأكبر الذين ما إن يعوا الحياة، فيتبعون خطوات الشخصية الجامعة، والمؤلفة، والقادرة على جمع كريات الدم في الجسد الواحد.. وفي حالة المجتمعات، فإنه ما من مجتمع وعمت فيه الفوضى وكل أسباب الدمار والخراب، إلا ونجد الفراغ، وغياب المحور والجوهر، والإنسان الذي تدور حول فلكه الكواكب، ويعيش المجتمع أي مجتمع حياة الأمن والاستقرار والرخاء الاجتماعي والثراء الاقتصادي إلا عندما تتوفر لديه القيادة، التي تتمتع بعوامل الزعامة، والسير بأفراد المجتمع نحو شواطئ آمنة مطمئنة، تحقق الطموحات وتلبي التطلعات، وتنجز مشاريع الإنسان المستقبلية، وبدون تعثر أو تبعثر.. الإمارات اليوم أصبحت مركزاً اقتصادياً إقليمياً ودولياً، بفضل ما لديها من إمكانيات نجاح أي مشروع اقتصادي، وبحكم ما تتمتع به من مساحات واسعة من الحرية الاقتصادية وكذلك الاجتماعية، الأمر الذي يشجع كل من لديه رغبة في بسط نفوذ عطائه الاقتصادي على أرض بسطت يد الرحمة والمحبة والتسامح.

الإمارات استقطبت العالم بالحب، وألفت بين أكثر من مائتي جنسية بوازع التسامح والتعاضد، هذه المبادئ السامية نمت وترعرعت وتفرعت وأينعت بفضل الانتماء، وبفضل السخاء العاطفي الذي ينثره أبناء الإمارات، بالتوازي والتساوي ما بين الحاكم والشعب.

هذا النهر العظيم، هو الذي زرع الطريق إلى العالم، بأشجار الثقة والثبات، ما أثمر قوت الحياة البذخ، وثبت أركان الراية الشامخة للإمارات على المستوى العالمي، ويكفي الإماراتي، عندما يذهب إلى أي مكان، ينادي بابن زايد.. زايد الخير طيَّب الله ثراه، الذي رسخ مبدأ الحب، في الإمارات حتى صار شجرة عملاقة، لابد وأن يتفيأ في ظلها أي إنسان يريد أن يعرف معنى الحياة، وبالتالي فإن الخلف النبيل من أبناء زايد، منحازون إلى هذا السلف، مستندون على قامة ومقامة وقوامة، ينهلون من شهد ما اختزنوه، ويرشفون فيض ما اكتسبوه، حتى أصبحت الإمارات المثال والنموذج والقدوة التي تتبع خطواتها الدول التي تسعى أو تتمنى أن تكون بلا منغصات.

الإمارات بالحب ما بين الحاكم والشعب، لوّنت صحراءها بالأخضر وزخرفت فضاءها بالشفافية، ونقشت بحارها من بياض الموجة وربتت مشاعر أهلها بأنامل من حرير ونسقت أزهار حقولها على صدى أنغام الطير المحدق في أديم الأرض.

المصدر: الإتحاد