سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

محمد بن زايد.. أنت الخير لكل عام

آراء

كثيرون يعرفون أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لا تتعدى إجازته السنوية أسبوعاً واحداً، غالباً يقضيه في رحلات «القنص» التي يجد فيها راحة للنفس، وصفاء للذهن، ويستذكر فيها ذكريات جميلة، ويحيي بها موروثاً إماراتياً قديماً، ولكنْ قليلون هم الذين يعرفون أنه غالباً يقطع هذه الإجازة بعد أيام قليلة جداً ليعود إلى الدولة، ويمارس مهام عمله الرسمية، ويواصل رحلة البناء والعمل المضني والدؤوب لمستقبل الدولة وأبنائها.

وقد وصل ذات يوم إلى مخيم «المقناص»، ولكنه في اليوم التالي قال لمرافقيه: «استمتعوا بوقتكم هنا، وائذنوا لي سأعود إلى الإمارات لإنجاز عمل مهم»، فقال له أحدهم: «العمل لن يتوقف يا طويل العمر، وهذا وقت إجازتك وراحتك، ألا ترتاح قليلاً، فقد أجهدت نفسك كثيراً؟»، صمت الشيخ محمد بن زايد لثوانٍ، ثم أجابه بكلمات قليلة، لكنها ذات معنى غزير، كلمات يجب أن يكتبها التاريخ بحروف من نور وذهب، ويجب أن يحفظها جميع أهل الإمارات، ويعيها جميع شبابها وشاباتها، قال له: «راحتي أجدها عندما أخدم شعبي ودولتي».

هذه الكلمات يلمسها شعب الإمارات واقعاً في كل خطوة ومبادرة ومشروع واجتماع يحضره محمد بن زايد، فهم يعرفون حق المعرفة أنهم يشغلون تفكيره، ويدركون تماماً أنه يواصل العمل ليل نهار من أجل حاضرهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم، فكلمات سموه تسبقها أفعاله، وتسبقها همته وجهوده الواضحة لرفعة الوطن وراحة المواطنين، لذا لم تكن تصريحات وزير البنية التحتية، الدكتور عبدالله النعيمي، مفاجئة لنا نحن شعب الإمارات، عندما كشف عن تعليمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد المباشرة له عند تنفيذ مشروعات إسكان المواطنين، حينما قال له بالحرف الواحد: «وكلت الله عليك، البيت اللي تبنيه للمواطن، هو نفس البيت اللي ترضاه لنفسك وعيالك».

ملامحه البشوشة تخفي وراءها آثار الجهد والتعب، أمر ملحوظ يلاحظه كل من يقترب منه، فهو لا يفرق بين وقت الراحة والعمل، يسهر ليلاً مع جنودنا المرابطين، ويراجع خطط التنمية نهاراً مع الخبراء والمسؤولين، لتأمين مستقبل الإمارات لعشرات السنين.

ومع ذلك، ابتسامته المعهودة لا تفارق محياه، وشخصيته المتفردة تدخل القلوب دون استئذان، فهو بشوش سمح عند استقبال الناس، لا يهمه عددهم، ولا يزعجه الوقوف ساعات طويلة ليتجاذب الحديث معهم، يعطي كل من يقابله اهتماماً خاصاً، ليس شرطاً أن يكون مسؤولاً أو وزيراً حتى يحظى باهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بل كل مواطن له الأهمية ذاتها، وكل من يقابل سموه أو يسلّم عليه يشعر بالراحة والأمان والحب من طريقة وحفاوة وابتسامة ورحابة صدر محمد بن زايد.

شعب الإمارات جميعاً يردد اليوم، وكل يوم، تلك الكلمات الجميلة التي قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «شكراً محمد بن زايد، أكملت المسيرة، وأسست للمئوية الجديدة. شكراً محمد بن زايد، أكرمت الشهداء، واحتضنت أبناءهم، وواسيت أهاليهم، ورفعت بالعز والفخر راية مجدهم. شكراً محمد بن زايد، شكراً لقيادتك وحزمك وعزمك. شكراً لاحتضانك الأبناء، وتقديرك الآباء، ومحبتك للأمهات، ودعمك للشباب. شكراً لك يا بوخالد».

شكراً بوخالد وأنت الخير لكل عام.

المصدر: الامارات اليوم