محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

محمد بن زايد وجيل المهمّة

آراء

«خطاب القائد الملهم والأب الحاني» بهذا يمكن أن أصف الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الجلسة الختامية لـ«مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» هذا المنتدى الشبابي الذي استمر في أبوظبي يومين، وجمع المئات من شباب الإمارات، وضم العديد من الجلسات وورش العمل التي شارك فيها وزراء وكبار المسؤولين، لقد رسمت كلمة سموه للشباب خارطة طريق للمستقبل.. والجميل في هذه الكلمة أنه تبعتها مباشرة تغريدة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يؤكد فيها تحويل ما جاء في تلك الكلمة إلى برنامج عمل حكومي في القطاعات المعنية كافة.

لو يعلم الشباب اليوم حجم المسؤولية التي حمّلهم إياها الشيخ محمد بن زايد لما ضيّع أحد منهم ساعة، ولا حتى لحظة في شيء غير العمل لمستقبل هذا الوطن وخيره، كما قال سموه إننا نريدكم أن تكونوا أفضل منا في كل شيء، وقال نريد أن يعيش أبناؤكم وأحفادكم كما تعيشون وأفضل.. هكذا هو القائد العظيم لا يفكر في نهضة عصره وجيله وزمانه، وإنما يفكر في الأجيال من بعده، وهذا ما يفعله دائماً الشيخ محمد بن زايد، فهو يبني على ما أقامه الآباء المؤسسون.

الشيخ محمد يريد وطناً مستداماً وشعباً مستداماً، لذا فقد قالها واضحة وصريحة ومدويّة أمام الجميع وعلى الهواء مباشرة، مخاطباً شباب الإمارات: «نريد أن ننافس بكم العالم»..

هذا ما يريده منكم محمد بن زايد يا شباب الإمارات، فهل ستكونون على قدر المسؤولية؟

شخصياً لا أشك في ذلك، فأبناء الإمارات يحملون في جيناتهم حب الوطن، وحب التحدي، والاستعداد للعمل مع قيادة الوطن لتحقيق المستحيل، لذلك أعلن الشيخ محمد بن زايد للشباب رؤيته في ذلك عندما قال: «رحلتكم رحلة جيل من أجل وطن.. عليه أن يجاهد ويتسلح بالعلم ثم يعود ليتسلم الراية.. أنتم جيل مُهمّة.. بلادكم تتشرف بكم».

في تلك الكلمة التاريخية الرائعة استوقفتني عبارة قالها الشيخ محمد بن زايد وهو يتساءل : «خلال الستين سنة الماضية كم رسالة إيجابية خرجت إلى العالم من الشرق الأوسط؟».

تحتاج هذه الجملة إلى التأمل والتفكير، وبنظرة عادلة نكتشف أن العرب طوال ستة عقود لم يقدموا شيئا للعالم، وإنما انشغلنا بأمور لم تساعدنا حتى في التقدم إلى الأمام.. وفي مقابل هذه الجملة قال سموه بكل فخر وثقة واعتزاز إننا في الإمارات «نحاول كل يوم أن نرسل رسائل إيجابية إلى العالم بأسره» وهذه حقيقة لا ينكرها أحد، وأهمية كلام الشيخ محمد للشباب تكمن في أنه يجب علينا أن نواصل العمل والتميز، وألا نتأثر بما حولنا من مشاكل واضطرابات وما يثار من قيل وقال، فهذا البلد تأسس على النجاح، ومنحه الله قادة ناجحين ابتداءً بجيل المؤسسين وصولاً إلى الجيل الحالي من القادة المخلصين الذين يحافظون على ما أنجزه المؤسسون، ويبنون عليه، ويعدّون الجيل التالي «جيل مهمّة» ليضمنوا أنهم على النهج سائرون.

المصدر: الاتحاد