مسجد الفاروق

آراء

أمس، أثناء صلاة الجمعة في جامع الفاروق بدبي، أعجبت بطاقم العمل في المسجد كيف يتأكدون من التزام المصلين بآداب المسجد في ملابسهم وعند دخولهم وخروجهم. هناك لوحات كبيرة عند مداخل المسجد توضح، بالصورة والرسم التوضيحي، ما يجوز وما لا يجوز عند دخول المسجد. وهناك حراس عند الأبواب ينظمون دخول المصلين وخروجهم.

في مسجد الفاروق، لا أظنك بحاجة أن تقلق من أن يُسرق حذاؤك! هذا الجامع الذي أعاد بناءه حديثاً رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور يعد تحفة من تحف العمارة الإسلامية. لكن أجمل ما فيه نظافته التي تراقبها إدارة منظمة تعطي للمسجد وقاره ومحبته.

أختلف مع أولئك الذين يبالغون في خشيتهم من أن تكون العمارة الأنيقة للمسجد من عوامل تشتيت انتباه المصلين. العكس هو الصحيح. فالمسجد النظيف بإضاءاته ومكيفاته الجيدة يغري الناشئة بالزيارة ويعطي الصورة المفترضة عن مساجدنا كبيوت للعلم والعبادة.

في جامع الفاروق توجد مكتبة وقاعات درس بالإضافة لمواقف السيارات المرتبة والمداخل السهلة. أعرف أصدقاء يأتون من أماكن متباعدة، من دبي ومن خارجها، للصلاة في جامع الفاروق. ما الذي يمنع أن يكون في كل حي في مدننا مساجد مرتبة ومنظمة؟ ولماذا لا تجهز المساجد بقاعات وخدمات قد يستفيد منها سكان الأحياء المجاورة في تعلم المهارات أو إقامة الندوات؟

أثق أن القائمين على المساجد في منطقتنا يتلقون العشرات، ربما المئات، من الأفكار والاقتراحات التي يمكن -لو طبقنا بعضها- أن تعيد لمساجدنا قيمتها كمنارات علم وثقافة، في شتى المجالات، ودور عبادة يتسابق إليها الصغار والكبار في مدننا وقرانا. ومن الأمثلة الحية على ما سبق يأتي جامع الفاروق في منطقة الجميرا بدبي حيث لا تهدأ فيه الحركة، محاضرات وندوات وعبادة رحمن رحيم.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق السعودية بتاريخ (١٦-٠٦-٢٠١٢)