تتواصل في بلادنا مشاهد الفرح باليوم الوطني الـ47، وقد عشنا عيداً وطنياً استثنائياً هذا العام، بكامل مظاهره وتقاليده في كل جزء من الإمارات، وأظهرنا مجدداً كم نحن متحدون تحت علمنا، وملتفون حول قيادتنا، ومصممون على الوثبة تلو الوثبة إلى المستقبل.

في يومنا الوطني، ثمة ما نحب أن نراه دائماً، من احتفالات الدار، إلى مشاعر المقيم شقيقاً وصديقاً، من زينة الشوارع والميادين والمباني العامة، إلى رايتنا المرفوعة على البيوت، وفي إطار ذلك، اجتماعات قادتنا، وقد كان مبهجاً لنا رؤية استقبال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكذلك اجتماع المجلس الأعلى للاتحاد برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وحضور أصحاب السمو الحكام، وأولياء العهود.

احتفلنا بـ 47 عاماً على تأسيس اتحادنا، ولمسنا في وسائل الإعلام جميعها أثر الإمارات في الذين يعيشون على أرضنا أو الذين يتمنون لنا الخير وينظرون بإعجاب إلى ما وصلنا إليه من تقدم وازدهار، وقد قطفنا ثمار عقود طويلة من السمعة الدولية، فأصبح جواز السفر الإماراتي الأول عالمياً، وصعدنا إلى مراتب متقدمة على كافة مؤشرات ومعايير التنافسية والسعادة والأمان وجودة الحياة والتعليم، وسواها، وعلى مَن يريد مقاربة كيف حدث ذلك، أن يشاهد المسافة التي قطعتها قبائل الإمارات أمس بين بوابة الحصن، ومنصة ميدان الوثبة، احتفالاً باليوم الوطني.

مسيرة الاتحاد لأبناء القبائل، تجيب عن أكثر من سؤال عما نحن فيه من إنجاز، فهي تعبر عن قوة التماسك الاجتماعي، والاعتزاز بالجذور الثقافية، والتقاليد التراثية، والالتفاف حول القيادة. فالأمم المتحضرة، لا تنقطع عن ماضيها، بل تستمد منه ركائز هويتها وملامحها، فتكون قادرة على استيعاب الحداثة، والتكيف مع شروطها وأدواتها، وهذه الروح من أسرار قوة الإمارات، ويقول عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، واصفاً مسيرة القبائل، بأنها «صورة وطنية مشرفة تعبر عن ولائهم وانتمائهم لوطنهم المعطاء، وإيمانهم بوحدتهم، وتلاحمهم، وثوابتهم الوطنية التي يرتكزون عليها، لمواصلة البناء والتقدم».

هذا التقليد السنوي، جزء من مهرجان الشيخ زايد التراثي، وتنظمه بكفاءة وإبداع وزارة شؤون الرئاسة، باهتمام من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وفيه تعرض الإمارات اعتزازها بقبائلها التي رفعت مع الرمز المؤسس زايد، رحمه الله، لواء الاتحاد، كما تحتفل بتقاليدها التراثية، وتحيي موروث الأجداد.

مسيرة الاتحاد لأبناء القبائل تلخص ثقة الإماراتيين بمشروع النهضة المستمر، ومن عام إلى آخر، تعيد إحياء إرثنا الشعبي، وتفخر بقيادتها، وتصل ماضيها بحاضرها، ليكون غدها واعداً بمزيد من الإنجازات والأهداف.

المصدر: الاتحاد