سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

معرض الإنجازات.. له وعليه!!

آراء

مذهلٌ تطور تقديم الخدمات في دوائر حكومة دبي، ومذهلٌ ذلك التنافس المشروع في تبسيط وتسهيل الإجراءات، والتفاني في تقديم خدمات نوعية للمتعاملين، ومذهلٌ أكثر ذلك التسارع في التوجه الذكي، وتقديم الخدمات عبر الهواتف الذكية، التي جعلت حياة الناس أسهل وأفضل وأجمل.

كل ذلك وأكثر كان واضحاً في معرض الإنجازات الحكومية الذي انعقد لمدة ثلاثة أيام في دبي، وبمشاركة جميع الدوائر الحكومية، إضافة إلى دول وجهات خارجية فاقت الـ22 جهة، تقدم استشارات وممارسات ونماذج خدمية متطورة، وهذا الأمر تحديداً كان علامة إضافية للمعرض هذا العام.

لا خلاف على أهمية المعرض، كفكرة قوامها التقاء الأفكار وعرض المنجزات، ولكن هناك خلافات عدة حول كيفية الاستفادة القصوى من هذه الفكرة، بأقل التكاليف وأفضل النتائج، هناك اتفاق تام على ضرورة وجود المعرض، لكن هناك اتفاق أيضاً على ضرورة تنفيذه بطريقة مختلفة، تضمن تحقيق الهدف المنشود، وتضمن كذلك التقليل قدر الإمكان من الملاحظات والسلبيات التي تشعر بها الدوائر الحكومية سنوياً بشكل متكرر.

ليست ملاحظات شخصية من بنات أفكاري أسردها من داخل مكتب صغير، بل هي ملاحظات «ميدانية» عامة من موظفين كُثر التقيتهم على مدار أيام المعرض، منهم موظفون في أجنحة العرض، ومنهم مديرو عموم، هم شرائح مختلفة، من درجات وظيفية ودوائر مختلفة، لكنهم أجمعوا على ملاحظات متشابهة، جميعها تصب في مصلحة تطوير فكرة المعرض، وضمان الاستفادة القصوى منه دون الإخلال بالمهام الوظيفية الأخرى، هي ملاحظات محايدة تهدف إلى الأفضل، وليست موجهة ضد شخص أو جهة أو مؤسسة.

هناك إرهاق واضح على الدوائر الحكومية جراء المشاركة في معارض متعددة، ومتقاربة في فتراتها الزمنية، والأهم من ذلك متشابهة في شكلها والمعروض فيها تصل إلى درجة الازدواجية، وإلى درجة إعادة عرض المعروض سابقاً في كل المعارض، لذا في الغالب فإن معظم ما قدمته الدوائر في معرض الإنجازات الحكومية سبق أن عرضته في معارض سابقة، وخلال فترة زمنية لا تتعدى شهوراً قليلة!

هناك تكلفة مالية تؤدي إلى الضغط على ميزانيات الدوائر جراء تعدد المشاركات بشكل متواصل، هذه التكلفة وصفها كثيرون بأنها «هدر في المال العام» في وقت تحتاج فيه الدوائر لكل درهم من أجل الخطط التطويرية، إضافة إلى ذلك فهناك عدد كبير جداً من الموظفين في الدوائر، تركوا وظائفهم ومكاتبهم من أجل الوقوف في المعرض لا لشيء سوى تبادل السلامات والابتسامات والحكايا مع بعضهم بعضاً، فالمعرض لا زوار خاصين له، وهو شبه مقصور على الموظفين العارضين ومديريهم!

لهذه الأسباب وغيرها كثير، فإن معظم المشاركين يفضلون أن ينضم هذا المعرض ويقام في توقيت انعقاد القمة الحكومية ذاته، فهو شديد الصلة بها، وبموضوعها وهدفها وفكرتها، أو يُنظم مع معرض «جيتكس»، فهو شديد الارتباط به أيضاً، وبذلك سنقضي على ازدواجية المشاركة بالمعروضات ذاتها في أكثر من معرض متشابه، وسنعمل على توفير الوقت والمال والجهد لجميع الدوائر الحكومية وموظفيها.

هدف المسؤولين عن تنظيم المعرض جميل، وفكرته رائعة، لا نشكك في ذلك، ولكن مادامت هناك ملاحظات عامة ليست منحصرة في فئة محددة، ولا هي شخصية ضد أحد معين، ويبحث أصحابها، الذين هم مسؤولون وموظفون حكوميون، عن المصلحة العامة، ولا شيء غيرها، فإنه لا يوجد سبب مقنع لعدم الاستماع إليهم، والأخذ بملاحظاتهم!

المصدر: الإمارات اليوم